ظاهرة منتشرة وبشكل واسع بمن يسمون أنفسهم بأطباء شعبيون عبر وسائل التواصل الاجتماعي، نشاهد أشخاصاً شبه يوميًا يتحدثون كثيراً عن بعض الأمراض التي تصيب الإنسان، ويعرضون لها علاجات شعبية بكل ارتياحية.
من أعطاهم الضوء الأخضر حتى يمارسوا مهنة الطب، معتمدين على التوقعات الشخصية فقط، ويتحدثون عنها ويذكرون نباتات عشبية والكثير من الخلطات النباتية من دون أي علم؟ هل يحق لعامة الناس أن تمارس مهنة الطب من دون أي مسؤولية؟
بغياب الوعي عند البعض والجهل، ينجرفون خلفهم بلا تفكير، ويصدقون ما يقال من دون التحقق، فيقومون بتشخيص حالة المريض وإعطائه مكونات من الخلطات العشبية التي قد تسبب له أمراضاً أخرى مزمنة أو تزيد من ألمه.
عندما يغيب الضمير والاستهانة بحياة الإنسان، وتجاهل ما قد يحدث له عند تناوله أعشاباً أو مواد توصف له من قبل “المفترين” على انهم أطباء شعبيين، واعطائه الحبوب التي قد لا تناسب حالته الصحية أو ربما تكون خطراً على حياته.
هناك من يصيبه الضعف تحت تأثير المرض واليأس من حالته الصحية، فيلجأ إليهم معتقداً بقدرتهم على معالجته وشفائه بأي طريقة، هنا يبدأ البعض بالتدرج في استغلال المريض واستنزاف أمواله من دون أن يشعر بما يدور حوله.
لجذب انتباه الناس، ليس كل من أعطاك وصفة يُقال إنه طبيب، أحذر أيها المريض أن تسلم نفسك لهؤلاء الفوضويين، صحتك أمانة وأنت المسؤول الأول عنها، فلا تقودها إلى التهلكه وإلحاق الأذى بها، فتوصلك إلى دوامة أمراض أنت بغنى عنها.
تساؤلات ما السبب الرئيسي والدافع الحقيقي خلف هذه الممارسات الخاطئة، التي يقوم بها البعض ويتناقلها الأفراد في المجتمع من دون أي وعي منهم، مما أدى إلى انتشارها بكثرة وظهورها بالعلن، والتي تجلب الأخطار للمريض.
وأرى أن دور الإعلام المرئي أو المسموع عبر وسائل التواصل الاجتماعي مهم لتكثيف الحملات الإرشادية والتوعية الصحية بتثقيف المجتمع، لتجنب هذه الممارسات الفردية، وتحذيرهم من أضرارها التي تؤثر على صحتهم الجسمية.
عندما تكون الغاية والهدف مشتركين بين الجميع من جهة وزارة الصحة والإعلام، للقضاء على هذه الظاهرة والحد من انتشارها وقمع كل من يلقب نفسه طبيبًا لسلامة صحة الإنسان، المكون الأساسي في بناء المجتمع والحفاظ على بنيته الصحية
الكثير من المستشفيات والمستوصفات الحكومية والأهلية بين يديك تقدم لك جميع الخدمات الطبية التي تحتاج إليها بعناية وتحت إشراف أطباء من الداخل والخارج مرخصين جلبتهم لك الدولة حرصاً واهتماماً منها على صحتك انت لأنك مهم.
أ. منى الثويني
Manooo1129@
عضو جمعية إعلاميون