في مشهدٍ يعكس تطلعات وطنٍ نحو تمكين أجياله القادمة، جاءت مشاركة أطفال المملكة العربية السعودية في البرلمان العربي للطفل، المقام في إمارة الشارقة بدولة الإمارات العربية المتحدة، لتجسّد رؤية المملكة 2030 الطموحة في تعزيز صوت الطفل، وتمكينه من أدوات التعبير، والحوار، والمشاركة الفاعلة في قضايا مجتمعه وأمّته.
لقد جاءت هذه المشاركة ثمرةً للجهود الوطنية التي تبذلها الجهات المعنية في تمكين الأطفال وصقل شخصياتهم القيادية، وعلى رأسها وزارة التعليم، ومجلس شؤون الأسرة، وأكاديمية التواصل الحضاري، من خلال برامج تأهيلية وتدريبية متخصصة، تُعِدُّهم ليكونوا قادرين على التعبير عن آرائهم، وطرح أفكارهم، وصياغة توصياتهم بلغة عربية راقية تعبّر عن وعيٍ ناضج، وانتماء راسخ.
إنها لبنةٌ في بناء مشروع وطني طويل الأمد، يعزّز حضور الطفل السعودي في المنصات الإقليمية والدولية. وهي دعوةٌ للاستمرار في الاستثمار في الطفولة، وتعزيز المشاركة المجتمعية والسياسية المبكرة، وتحفيز الأطفال على أن يكونوا قادةً برؤية إنسانية، وهويةٍ راسخة، وصوتٍ مسموع.
وفي كل دورة من دورات البرلمان، يُسلَّط الضوء على موضوع محدد؛ وقد تناول البرلمان العربي للطفل في دورته الرابعة موضوع “الهوية الثقافية في ظل التحديات العالمية”، وهو موضوع بالغ الأهمية في زمن الانفتاح الواسع والثورة الرقمية.
إن صقل الهوية الثقافية لدى الأطفال يمثل توازناً دقيقاً بين الحفاظ على الأصالة والانفتاح الواعي على العالم؛ فالطفل الذي يعرف من هو، ويعتزّ بثقافته، يكون أكثر قدرةً على التفاعل بثقة مع الآخر، دون أن يفقد ملامح هويته.
أسأل الله أن يحفظ أوطاننا العربية، ويوفّقنا جميعًا لما فيه الخير والنماء لأمّتنا وأطفالها.
أ. حصة القبلان
@h66227662
عضو جمعية إعلاميون