أثار مقتل طالب سعودي في مدينة كامبريدج البريطانية مؤخرًا موجةً من الحزن والقلق داخل المجتمع السعودي، وبين أوساط المهتمين بالشأن الأكاديمي والدبلوماسي. ورغم أن تفاصيل الحادث لا تزال قيد التحقيق، إلا أن وقعه العاطفي والاجتماعي تجاوز حدود الجريمة الفردية، ليطرح أسئلة جدّية حول أمن الطلبة الدوليين، ومسؤولية الدول المضيفة في حمايتهم.
وتُعد المملكة من أكبر الدول المصدّرة للطلبة المبتعثين إلى الخارج، ما يجعل من سلامتهم أولوية قصوى، ليس فقط على الصعيد الإنساني، بل في سياق العلاقات الثنائية كذلك. فمثل هذه الحوادث، حتى وإن لم تكن موجهة عنصريًا، تؤثّر على صورة الدولة المضيفة، وتضع الثقة المتبادلة على المحك.
في ضوء ذلك، تبرز الحاجة إلى إعادة النظر في السياسات الأمنية الموجهة للطلبة الأجانب، وتعزيز برامج التوعية والحماية، بالتعاون مع السفارات والجامعات والمؤسسات الأمنية في الدول المستقبِلة.
إن الطالب ليس سائحًا عابرًا، بل سفيرٌ لبلده، وحاملٌ لطموحاته. ومهما كان موقع الجريمة، تبقى مسؤولية الحماية واجبًا أخلاقيًا وقانونيًا لا يجوز التهاون فيه.
أ. شادية الغامدي
@shadiyah_gh
عضو جمعية إعلاميون