29/9/2024
تنشأ الفتاة على الفطرة صالحه سويه بارّة بوالديها تخدمهم وترعاهم، وتتودد إليهم بالكلام الطيب وتقوم بدورها في منزل أهلها من أعمال تنظيف وتنظيم وغذاء، فيكون بينها وبين والديها وأخوتها رابط قوي، وتشابه كبير بالوراثة والصفات المشتركة، وتجدها بداية نضوجها تقبل لخدمتهم بروح مشرقة مطمئنة، فأن كانت الكبيرة تجدها كالأم تحتويهم وترفق بهم وتعينهم وتشجعهم على المضي قُدماً على تقلبات الحياة، وأن كانت الصغيرة فأنها تحترمهم وتسمع لمشورتهم وتخدمهم أيضًا بما يطلب منها. ثم ما تلبث أن تكبر وتتزوج لتكون أسرة، فتجدها مهما بلغت وكسبت، تحن لمنزل والديها وتشعر بأنها تحتاج لسندها وأنتمائها الاول عند أي مشكلة تواجهها. وعند أي ألم وحاجتها لهم، تكون أكثر من ذي قبل، فهي موقنة بقلبها أن مكانها ومكانتها محفوظة، عرفًا وشرعًا في مكان آمن أخر عن مملكتها الخاصة.
لكن عندما يحدث لها مواقف بالحياة، وتصدم وتكسر، فكم هو مرهق ومؤذي لمشاعرها، حينما تقابل تلك السنين من أجمل أيام العمر، بصد وجحود وأنكار من أقرب الناس وأحبهم على قلبها، ومن سندها في الحياة سواء كان (الأب ، الأخ )، خوفًا أن تنال حصتها من الورث، منطلقين من أعراف لم ينزل بها من سلطان.
وتقرأ في مواقفهم وتسمع على سبيل المثال: “خلاص لامكان لك بيننا”، “ما لك حق عندنا”، “حقك عند زوجك يكفيك”، “عيب على المرأة أن تطلب أرثها”.
ويل لك يا من نصبت نفسك قاضياً وحكمت بسلبها من حقها الذي فرضه قاضي السماء المنصف العادل الجبار.
كيف لك بين يوم وليلة، أن تنهي اخوتكم وكل شي بينكم لأجل مصلحتك الخاصة، وتستولي على حقها الشرعي بالأرث والسكن ..!؟
في هذه المواقف الظالمة والقاسية، أحمل الأخ الأمانة والمسؤولية، لأن الأب قليل ما ينكر حق بناته.
رسالتي الدينية والإنسانية والحياتية لكل أخ أو مستأمن على أرث، انظر من حولك وقبل ذلك في داخلك وواقعك! ثم أسأل نفسك من الأقرب والأولى والأحق، (زوجتك وأبنائك) أم (أختك). كيف جردتها من حقوقها بمجرد خروجها من المنزل وزواجها، هل فقدت الأمانة ولكرامة والمروءة؟ وأمنت العقوبة والحساب في الآخرة!
ويلاً لقوم يسيئون معاملة أخواتهم ويأكلون أموالهم وحقوقهم بالباطل، ويقطعون صلة الرحم بهم، والله تعالى يقول: {فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم}
وويلاً للذين يحرمون الأخوات من الميراث ظلما وزورًا وبهتانًا، وأذكرهم بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من أقتطع حق أمرئ مسلم بيمينه فقد أوجب الله له النار وحرم عليه الجنة» فقال رجل: وإن كان شيئاً يسيرًا يارسول الله؟ قال: «وإن كان قضيبًا من أراك»(رواه النسائي)،
وحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أحرج مال الضعيفين: المرأة واليتيم»(رواه ابن حبان). فالله الله في الأخوات.. والله الله في النساء كما وصاكم النبي ..
وعليكم أن تدعوا الله دومًا ببقاء أخواتكم، حتى تفنى فهم السند والضلع الثابت الذي لايميل والسيف الذي يحتمي ويذود عن ظهوركم، فأحسنوا إليهن وأكرموهن، فالأخ هو الأب الثاني لها. وتأكد ايها الأخ أن حديث قلبها يقول (أنا منك فأحفظ مكاني)؟
رئيسة العمري
عضو جمعية إعلاميون
@Raissah_alamri