مرحباً بكم فى جمعية اعلاميون

إعلام لا تهمه الأقلام

14/12/2021

تناقضات فاخرة على ساحات الفعاليات، يتم فيها تجاهل الإعلام في تغطية الأحداث وصالات التشريفات والتكريمات ويكرم بها المشاهير، ويحتفى بهم وهم لم يكتبوا يومًا مقالة عن الوطن، ولم يحتفوا به بقصيدة، ولم تتحرك مشاعرهم بكلمة، ولم تنتحر أشواقهم وهم يهمّون بالهرب منه للاستعراض في أرقى شوارع أوروبا، دون أن يذكروه بعبارة شوق أو حنين، بل العكس أساؤوا له بمخالفاتهم التي طالت التعدي على الممتلكات العامة وتصوير خيبتهم لتوثيقها ونشرها .ولكنهم بالمقابل يجدون من يفتح لهم الأبواب ويكرمهم بالاحتفاء والضيافة وبتذاكر سفر وإقامة مدفوعة التكاليف، ويلقي بالإعلامي في أدنى طبقات الاهتمام، ذلك لأننا نهتم لعدد المتابعين أكثر من عدد الكتابات والمقالات والبرامج والجوائز، فيخرج لنا محتوى التغطية بماركات الحقائب والأحذية والأزياء، دون أن يتم التركيز على أي معلومة تخص الفعالية نفسها!! وهذا ما حدث مع البعض في آخر فعالية تمت تغطيتها، كل ما يعرفونه عن الفورميلا لا يتعدى محيط (نادي البادوك) الذي هيأ لهم كل سبل الرفاهية وألقى بالإعلاميين الحقيقيين وناقلي الحدث في أدنى طبقات الضيافة، فضلاً عن طرد بعض القنوات السعودية الناقلة للحدث، من حق المنظمين أن يختاروا ضيوفهم الذين يعكسون صورة عملهم الذي بذلوا جهداً جبارًا فيه، وإلا لما كنا عرفنا أنهم (سووا بحر بجدة) إلا من خلال الضيوف الذين زودونا بهذه المعلومة!! وللأسف في كل مرة يتكرر خطأ توجيه الدعوات وسوء اختيار الضيوف، حتى بعد الإساءة التي حدثت على متن كروز جدة بتصوير مشاهد فيها إسفاف واستخفاف بالتعامل مع طاقم السفينة لأنهم ببساطة أُعطوا أكبر من حجمهم الطبيعي، ووجدوا من يدعمهم فأساؤوا لأنفسهم وبلدهم وأهلهم.
فئة مهمشة تعيش وراء الكواليس تنشهر فجأة بلا إنجاز ولا محتوى وإنما بفرقعة نخجل أن نطلق عليها حتى إعلامية وإنما ضربة حظ، فئة يجب أن نصنفها حسب محتواها قبل أن ندعوها على فعاليات مهمة تحتاج تغطية تليق بها، فكل مشهور يجب أن يُدعى للفعالية حسب تخصص محتواه لأن هذا الخلط بالدعوات من الطبيعي أن تكون محصلته تغطية ركيكة لا تتناسب مع حجم الحدث.
عندما يكون الفنان أهم من الطبيب، واللاعب أهم من الجندي، والمشهور أهم من الإعلامي، فمن سيسند الوطن في الأزمات؟ رغم أننا للتو تخطينا جائحة كبيرة عرفنا من خلالها الأبطال الحقيقيين للحدث ولكننا لم نعتبر، وسيكون نتيجة هذا الأمر، جيل يفضل كاميرا الجوال على دراسة تخصص معين لأنه اكتشف أن الأرباح والتكريم والشهرة والتقدير لن تجلبه له شهادة، وإنما سيجلبه هذا المحمول الذي بيده!!

الناشر : صحيفة الجزيرة

شارك المقالة
جميع الحقوق محفوظه جمعية اعلاميون © 2021
الأعلىtop