في ظل التوجه الطموح الذي تقوده المملكة العربية السعودية لتنويع مصادر الدخل، تبرز السياحة كأحد القطاعات الحيوية التي تعتمد عليها رؤية 2030 لبناء اقتصاد مزدهر ومجتمع نابض بالحياة. وفي هذا السياق، يظهر الإعلام السياحي كأداة فعّالة تسهم في ترسيخ هذا التحول، وتفتح نافذة لاكتشاف الوطن من زوايا جديدة.
لم يعد الإعلام مجرد وسيلة لنقل المعلومة، بل أصبح قوة ناعمة تُسهم في تشكيل الصورة الذهنية عن الوطن، وتحفيز المواطنين والمقيمين لاكتشاف كنوزه السياحية، المتنوعة بين طبيعة خلابة، وتراث عريق، وثقافة متجددة.
يؤدي الإعلام السياحي دورًا محوريًا في إبراز الجماليات السعودية، من خلال التغطيات المرئية، والمقالات التخصصية، والتقارير الميدانية، والمحتوى الرقمي التفاعلي، الذي يسلط الضوء على المواقع التاريخية، والفعاليات الموسمية، والمهرجانات التراثية. كما يسهم في رفع الوعي المجتمعي بأهمية السياحة الداخلية، وتعزيز الانتماء الوطني من خلال التجربة والمعايشة.
ولا يقتصر دور الإعلام على الترويج فحسب، بل يتكامل مع الجهات السياحية الرسمية في تسويق الوجهات، وتصميم الحملات التوعوية، وتعزيز تجربة الزائر. كما يشكل الإعلام الرقمي ومؤثرو المنصات الاجتماعية عاملًا مهمًا في نقل التجربة السياحية، بما يخلق تأثيرًا تراكميًا على الرأي العام والسلوك الاجتماعي تجاه السياحة.
في الختام ، فإن الإعلام السياحي لم يعد خيارًا تكميليًا، بل أصبح ركيزة أساسية في دعم التوجه الوطني نحو الاستدامة السياحية، وتنشيط الاقتصاد المحلي، وتعزيز صورة المملكة كوجهة عالمية. وبقدر ما نُحسن توظيف الإعلام، بقدر ما ننجح في تقديم الوطن للعالم بصورة تليق به.
أ. مرفت طيب
@mervat4682
عضو جمعية إعلاميون