مرحباً بكم فى جمعية اعلاميون

الإعلام .. يد طولى

يُفهم في علوم السياسة والدبلوماسية ان كل دولة تملك أدوات لتنفيذ سياساتها الخارجية، وهذه الأدوات كثيرة. ولعل من المناسب تسليط الضوء على وسائل الإعلام التي ترسم توجهات الدولة، والتي تحمل رسالتها وفقا لسياسيتها ولتحقيق مصالحها الوطنية أولًا.
وتوجد العديد من النظريات التي تفسر دور وسائل الإعلام في الأزمات، ومن المفهوم أيضا أن أدوات الإعلام يكون لها دورا في شرح سياسة الدولة داخليًا بما يسهم بفهم وإدراك المواطن والمتلقي أوجه هذه السياسة في مجالاتها المختلفة.
(يرى نعوم تشومسكي أن وسائل الإعلام تلعب دورًا مهمًا في تشكيل الرأي العام، وغالبًا ما تخدم مصالح السياسات الخارجية للدول. كما يرى أن وسائل الإعلام ليست مجرد مراقبين محايدين للأحداث، بل هي أدوات قوية يمكن استخدامها لتوجيه الرأي العام وتشكيل تصورات حول القضايا السياسية والاجتماعية).
اليوم يتنافس كثيراً من وسائل الإعلام التقليدية وحتى الإعلام الجديد في أدواته المختلفة من أدوات التواصل الاجتماعي.
وهذا التنافس له عدة أوجه إيجابية وسلبية بأن تقوم هذه الوسائل بنقل الصورة الناصعة لسياسة البلاد وشرحها للمتلقي خارج الحدود، وتنقل أوجه التقدم والازدهار لتصل إلى ما يمكن أن يلتقي مع وسائل وأدوات السياسة الخارجية سواء كانت الدبلوماسية الرسمية أو دبلوماسية متعددة الأشكال لما تقدمه الدولة من مساعدات في اطار مسئولياتها الإنسانية.
وفي ظني أن وسائل الإعلام رسمية أو خاصة ووسائل التواصل الاجتماعي تسير جنبا إلى جنب مع ركائز الدولة، للتواصل الحضاري مع الشعوب المختلفة لنقل الصورة الايجابية.
لذلك على وسائل إعلامنا وفق معطيات الوقت الحاضر حيث تعددت مصادر المعلومة وأصبح الفرد في كل المجتمعات يحمل في يديه كل وسائل التواصل في تقنية الهواتف المحمولة الذكية، يستطيع من خلالها الإرسال والاستقبال ما يشاء من معلومات صادقة أو مظللة.
لذلك لا بد أن تكون وسائل إعلامنا اليوم تعمل من رحم السياسة الداخلية والخارجية للدولة، تطرحها وتدافع عنها بمصداقية وواقعية في كل الأزمات، وليس فقط المطلوب من هذه الوسائل، هو رد فعل على هجمات من هذا الاتجاه أو ذاك الاتجاه، صناعة المبادرة والفعل المؤسسي يسد ثغرات ويفوت الفرص لكل المتربصين بهذا البلاد وقيادتها. ويجب أن لا تنتظر الوسيلة الإعلامية أن تتعرض البلاد إلى الإساءة حتى تبادر للدفاع عنها. وما نملكه من المقومات السياسية والاقتصادية والاستراتيجية والقيمة الاقليمية والدولية، يساعد على بنية صلبة من المواقف تجاه العالم الخارجي الذي يحاول من خلال أدواته الإعلامية صرف الأنظار الداخلية عن تخبطات وأشكالات وفشل تلك الحكومات وتجييرها بأساليب مختلفة ضد الآخرين، والأمثلة هذه الأيام واضحة لكل ذي فطنة ما هو مطلوب أن يكون لنا الفعل الإيجابي وليس مجرد ردت فعل.
دولتنا عظيمة وقيادتنا أعظم من أن ثنيها عن مبادئها وأسس سياساتها الداخلية والإقليمية والدولية، بعيداً عن الأصوات الناعقة بالزيف والتظليل.
ندرك اهداف ما تتعرض له بلادى من هجمات وتشويش وتحريف مواقفها الثابتة من قضايانا الإسلامية والعربية .. وقد فشل الآخرين ولن يزحزح مواقعنا الثابتة.

 

السفير م. دهام الدهام
عضو جمعية إعلاميون

شارك المقالة
جميع الحقوق محفوظه جمعية اعلاميون © 2021
الأعلىtop