في عالم تتزايد فيه الهجمات الإعلامية الموجهة ضد المملكة، هل يمكن للإعلام الرسمي أن يخوض المعركة وحده؟ أم أن الحاجة باتت ملحة لشركاء أقوياء قادرين على الصمود والتأثير… كشموخ جبل طويق؟ الإعلام الوطني اليوم يقف في خط المواجهة الأول، مدافعًا عن القيم والمكتسبات الوطنية، إلا أن معركة الصورة الإيجابية للمملكة تحتاج إلى دعم استراتيجي. هنا تبرز الجمعيات الإعلامية غير الربحية كشريك حيوي، تقدم محتوى نوعيًا قادرًا على ردع الحملات الموجهة وتعزيز صورة المملكة على الساحة الدولية.
تلعب الجمعيات الإعلامية دورًا أساسيًا في تشكيل وعي المجتمع وتصحيح المفاهيم المغلوطة التي تروّجها بعض الجهات الخارجية. فقدرتها على تقديم رسائل هادفة تجعلها حليفًا لا غنى عنه للإعلام الرسمي. إلاّ أن غياب الموارد المالية المستدامة يهدد هذا الدور، مما يقلل من قدرتها على الابتكار والمبادرة.
فالاستدامة المالية تمثل ضرورة لضمان استمرار هذه الجمعيات في أداء مهامها بفعالية، حيث تتيح موارد ثابتة إطلاق حملات استباقية تواجه الشائعات بمهارة، وتطوير كفاءات إعلامية قادرة على التعامل مع الأزمات باحترافية. كما تمكنها من تقديم محتوى متجدد يدعم مصداقية المملكة ويبرز إنجازاتها محليًا ودوليًا، ما يعزز مكانتها الإعلامية ويزيد من قدرتها على التصدي للتحديات المستقبلية.
ولضمان استمرارية هذا الدور المحوري، يتطلب الأمر تبني نظام تمويل إعلامي استراتيجي. هذا النظام يجب أن يتجاوز كونه آلية مالية ليصبح إطارًا شاملًا يهدف إلى تمكين الجمعيات من تنفيذ مبادرات مبتكرة، وتحفيز الشراكات المؤثرة مع المؤسسات الوطنية والدولية، وتكريس حضورها الإعلامي بكفاءة عالية.
ونظام التمويل المقترح يمنح الجمعيات المرونة لتنفيذ خطط طويلة الأمد وحملات موجهة تستهدف الجمهور المحلي والدولي باحترافية. كما يساهم في ضمان استمراريتها وتوطيد دورها في دعم الجهود الوطنية لتحقيق رؤية 2030.
دعم الجمعيات الإعلامية غير الربحية يمثل استثمارًا استراتيجيًا في تنمية مكانة المملكة عالميًا. هذه الجمعيات تمتلك الأدوات والخبرات لتكون خط الدفاع الأول عن القيم الوطنية، لكن نجاحها مرهون بتوفير دعم مالي مستدام يمكنها من مواجهة التحديات بكفاءة. وزارة الإعلام مدعوة لتبني هذا النهج لضمان إعلام وطني قوي قادر على التأثير في المشهد العالمي.
م. سطام بن عبدالله ال سعد
عضو جمعية إعلاميون
@Sattam_Alsaad