شهد موسم حج عام 1446 هـ نجاحًا باهرًا بكل المقايس يُضاف إلى سلسلة من الإنجازات التي حققتها المملكة العربية السعودية في خدمة ضيوف الرحمن، وسط منظومة متكاملة من التخطيط والتنظيم الدقيق والإشراف، والخدمات المتكاملة والجهود المضنية التي بذلتها المملكة العربية السعودية لضمان وسلامة ضيوف بيت الله الحرام ، ما أتاح لملايين الحجاج أداء مناسكهم في أجواء من الطمأنينة والأمان.هذا النجاح لم يكن وليد الصدفة، بل هو نتاج تخطيط استراتيجي طويل الأمد، واستثمار ضخم في البنية التحتية، وتطوير مستمر للخدمات المقدمة لضيوف الرحمن، حيث جاء منذ اللحظه التي وطأت فيها أقدام الحجاج أرض الوطن، بما يلمسونه من خدمات مقدمة وتطور في كافة المرافق من المطارات الحديثة،وشبكات طرق النقل المتطورة، وكذلك تجهيز المشاعر المقدسة بأحدث التقنيات لضمان سلامة الحجاج وتوفير بيئة صحية وآمنة لهم.

جاء نجاح هذا الموسم نتيجة لتكاتف مختلف من الجهات الحكومية والأمنية والصحية والتطوعية، بقيادة وزارة الحج والعمرة، والتي سخّرت إمكاناتها كافة لتوفير أفضل الخدمات لضيوف بيت الله الحرام. وتميز الموسم هذا العام بتوسيع استخدام التقنيات الذكية والذكاء الاصطناعي، عبر تطبيقات إلكترونية مخصصة لإرشاد الحجاج وتنظيم تحركاتهم وجدولة خدماتهم، مما أسهم في تقليل الازدحام ورفع كفاءة الأداء.وكذلك الدور البشري المؤهل والمدرب عمليًا ومتصف بروح الوطنية في العطاء والكرم.

و للجهات الصحية دور في توفير آلاف الكوادر الطبية والمراكز الصحية المنتشرة في المشاعر المقدسة ومكة المكرمة، مدعومة بأحدث المعدات، لضمان التعامل الفوري مع أي طارئ صحي. كما تم تنفيذ خطة متكاملة للوقاية من الأوبئة، بالتنسيق مع منظمة الصحة العالمية، ما حافظ على سلامة الحجاج طوال الموسم.

ومن الجانب الأمني، تمكنت قوات الأمن من تنفيذ خططها المحكمة لضمان تدفق الحشود بانسيابية عالية، ومنع أي تجاوزات قد تخل بسلامة الحجاج، عبر مراقبة ذكية وتحكم كامل في نقاط الدخول والخروج.

رفعت المملكة العربية السعودية شعار “خدمة الحاج شرف لنا”، ولم يكن هذا الشعار مجرد كلمات، بل تجسّد واقعًا في تعامل كافة العاملين بالميدان من متطوعين ومنسقين، حيث حرصوا على تقديم المساعدة والإرشاد والدعم بكل رحابة صدر، ما ترك أثرًا إيجابيًا في نفوس الحجاج.مطمئنين آمنين.

وقد حظي نجاح حج 1446 هـ بإشادات واسعة من وسائل الإعلام العالمية، والتي أشادت بالمستوى العالي من التنظيم والخدمات، واعتبرته نموذجًا يُحتذى في إدارة الحشود البشرية الضخمة. وقد عبّر العديد من الحجاج من مختلف الجنسيات عن إعجابهم بما لمسوه من رعاية وتنظيم، مما جعل تجربتهم الروحية أكثر صفاء وطمأنينة.

إن نجاح موسم الحج لعام 1446 هـ يعكس مدى التزام المملكة العربية السعودية برعاية ضيوف الرحمن وتطوير خدمات الحج عامًا بعد عام. وهو تأكيد على أن الجهود الصادقة والتخطيط المحكم قادران على تحقيق تجربة دينية وإنسانية آمنة ومميزة لملايين المسلمين من أنحاء العالم.

أ. حياة القصيري
@hayatMEA2030
عضو جمعية إعلاميون