في دائرة ضيقة جدًا، يختنق كثير من الذين يُكبِّلهم الخوف ويقصم طموحهم التردد والحيرة، وسط عجزٍ تام وظاهر عن اتخاذ قرار الخطوة نحو الأمام، ذلك القرار الأهم الذي يجب أن يُتخذ في وقته الصحيح . وكما قيل: “الخوف.. هو أسوأ مستشار للإنسان”، والحديث هنا عن الخوف المُعيق للحياة وليس الخوف الذي يُحيطك بسياج الأمان. لأن الخوف الذي يُثنيك عمّا تُريد هو خوف قاتل للفرص، مُقيِّد للرغبة الطبيعية في المواجهة والتجربة، وخوض تحديات جديدة تُكسب وتصقل القدرات الذاتية ، لا سيما فيما يتعلق بكسر حاجز التردد الذي راح ضحيته الكثير من الفرص، التي لو اتخذ أصحابها قرارًا باستثمارها، لكانت منعطفًا جديدًا، وربما كانت نقلة نوعية في حياتهم.
الخوف سجن بلا أسوار، هو أدق وصف نصف به ذلك السلوك المرعب ،الذي ألزم العقول الصمت، ودبّ بسببه في القلوب الرعب، حتى تشكّلت لدى البعض شخصيات هزيلة، غير قادرة على مواجهة الحياة. كل ما تستطيعه هو اغتيال الخطوات، وكبح جماح القرارات، ما جعل من حياة الكثير من الناس بلا طعم، لا سيما أن الحياة بطبيعتها تحتاج إلى قرارات صارمة وحازمة تُتخذ دون خوف.
فالحياة الزوجية المؤذية، والعلاقات السامة، تحتاج إلى قرار يكتب لها النهاية، لتبدأ حياة جديدة. والسلوكيات الخاطئة تحتاج إلى قرار تصحيح يُعيدها إلى الطريق السليم.
والأخطاء المالية التي وقع فيها الشخص، تحتاج إلى قرار ضبط، وسيطرة، وتحكم، وتصحيح، من أجل حياة مستقرة ماليًا. ، والأمثلة كثيرة يصعب حصرها، فالحياة قرارات، والقرارات أصوات شجاعة، والخوف من اتخاذها حين الحاجة لها سجن يَظلم به الإنسان نفسه.
همسة:
القرار الصائب هو الذي تتخذه بكل شجاعة و وعي.
أ. ضيف الله الحربي
@daifallhnafa
عضو جمعية إعلاميون