‏

حين يتحدث الإعلام عن رموزه، ويكتب التاريخ أسماءه بحبر الإنجاز، يبرز من بين القامات رجل جمع الفكر بالقيادة، والرؤية بالفعل، والرسالة بالمنهج.. إنه الدكتور سعود الغربي، الذي لم يكن يومًا مجرد اسمٍ في المشهد الإعلامي، بل مدرسة متفرّدة في صناعة الوعي وبناء الكلمة وإدارة المعنى.
‏حضوره في قمة آيكون لصناعة المحتوى والإعلام 2025 ليس حدثًا عابرًا، بل تتويج لمسيرةٍ مشهودةٍ كرّست الإعلام رسالةً ومسؤوليةً، وجعلت من المنابر جسورًا للعقل والضمير قبل أن تكون منصات للخبر والمشهد.

‏أيها الدكتور المُلهم.. لقد كان الإعلام في رؤيتكم أداة نهضة، لا وسيلة عرض، ومنبر وعي لا صدى صخب، فكتبتم بإخلاصكم فصلًا نقيًا في تاريخ الإعلام السعودي والعربي، وأثبتم أن الفكر حين يقوده الإيمان بالرسالة، يتحول إلى طاقة تصنع التغيير وتبني المستقبل.
‏إن اجتماع العقول المبدعة في عمان، برعاية هذه القمة الرفيعة، يزداد شرفًا بوجودكم، لأنكم لم تكتفوا أن تكونوا متحدثًا في المنتديات، بل أصبحتم قدوةً يتعلم منها الإعلاميون معنى الالتزام بالقيم قبل العناوين، ومعنى القيادة التي تُلهم لا التي تتصدر فقط.

‏هنيئًا لكم بهذا الحضور الذي يعكس مكانة المملكة وريادتها في تشكيل المحتوى المسؤول، وهنيئًا للإعلام العربي بهذا الفكر الذي يُعيد للرسالة معناها النبيل.
‏فأنتم، يا دكتور سعود، في كل ظهورٍ تذكّروننا أن الإعلام ليس مهنةً تُمارس، بل ضميرٌ يُبقي الحقيقة حيّة، وأن صُنّاع الكلمة الحقّة هم من يزرعون الأمل في وجدان الأجيال.

‏ستظل بصماتكم في كل منبرٍ تُشاركونه، ومشاعل رؤيتكم تمتد كضوءٍ يتسع للغد، تُلهم وتُعلّم وتبني، لأنكم أحد أولئك القلائل الذين يمضون ليكتبوا للآخرين طريق الوعي بلغةٍ من ضياء.

د. أحمد الثقفي
‏@ahmadjeddah1440
مستشار إعلامي