مرحباً بكم فى جمعية اعلاميون

الذكاء الاجتماعي.. أهم من المهارة

لماذا يخسر البعض فُرص متاحة دون معرفة السبب؛ خاصة مع امتلاكهم للمهارة المطلوبة؟!.

الحقيقة أنَّه مع تعدُّد الفرص، وتغيُّر مسارات النجاح، لا تكفي المهارة وحدها لتمييز الإنسان، أو لضمان تقدُّمه. فالمهارات التقنيَّة والمعرفيَّة بحاجة إلى مَن يُعبِّر عنها، يُوصلها للآخرين، ويصنع بها فرقًا في محيطه. وهنا يبرز دور الاتِّصال والذكاء الاجتماعي.

الاتِّصال هو قدرة الإنسان على إيصال أفكاره ومشاعره بوضوح واحترام، والاستماع للآخرين بفهمٍ ووعي. أمَّا الذكاء الاجتماعي، فهو الفطنة في قراءة المواقف، والتفاعل معها بمرونة، واختيار الأسلوب المناسب في التعامل مع كلِّ شخصٍ وكل موقف. ومَن يملك هذه القدرات يتمكَّن من تحويل المهارات التي يملكها إلى أدوات مؤثِّرة في محيطه المهني والاجتماعي.

البيئات العمليَّة اليوم تعتمد على العمل التشاركي، والقرارات الجماعيَّة، وبناء الثقة. وكل ذلك يتطلَّب أفرادًا يمتلكون حُسن التواصل، وفهم الآخر، والقدرة على التعبير عن ذواتهم بأدبٍ ووضوحٍ. مَن يُتقن هذه الجوانب، يتقدَّم، ويقود، ويُحدث أثرًا في مجتمعه.

كم من صاحب مهارة عالية تعثَّر؛ لأنَّه لم يُحسن التعبير أو التعامل! وكم من شخص بخبرةٍ متوسطةٍ صعد؛ لأنَّه امتلك الحضور والكلمة المناسبة في الوقت المناسب؟!.

تنمية مهارات الاتصال والذكاء الاجتماعي لا تأتي من فراغ، إنَّما تُبنى بالتدريب، والملاحظة، والتقييم الذاتي المستمر. هي رحلة تبدأ من الوعي بأهميَّة العلاقات، وتنمو بالإدراك أنَّ الناس لا يتعاملون مع الكفاءة فقط، بل مع طريقة تقديمها والتفاعل معها.

مَن أراد التأثير فليُحسن الحديث، ويُتقن الاستماع، ويتصرَّف بذكاء اجتماعي نابع من احترامه لنفسه ولمَن حوله. ومَن أراد أنْ تُثمر مهاراته، فليجعلها مفهومة ومحبوبة في آنٍ معًا.

في نهاية المطاف، يُقاس النجاح بحجم الأثر، والأثر لا يتحقَّق إلَّا حين تُصاغ المهارات بلغة النَّاس، وتُقدَّم لهم بقلبٍ مفتوحٍ وعقلٍ متَّزنٍ.

 

أ. أحمد الظفيري
@aahdq
عضو مجلس إدارة جمعية إعلاميون

شارك المقالة
جميع الحقوق محفوظه جمعية اعلاميون © 2021
الأعلىtop