مرحباً بكم فى جمعية اعلاميون

“الرديات”.. المحاورات الشعرية مرة أخرى

بتاريخ 15 يناير 2025م وفي هذة المنصة المرموقة كتبت عن فن الرديات “المحاورات” وهو فن شعبي وما له من قيمة تراثية وله قامات يشار لهم بالبنان، ولكن لم يلتزموا بالمنهج السليم والبعد عن صغائر الأمور والإسفاف في التعابير.
اليوم وفي الوسط الشعبي الاجتماعي والشعري تعود لإثارة الخلافات، وأتمنى أن تبقى دون أن تثير فتنة اجتماعية بين أطرافها.
وأود بداية أن يكون لكل قارئ لما أكتبها بشأنها، أنني ومع اعتزازي بانتمائي ووطني اولاً وأخيراً، أقف محايداً بين أي من الطرفين، أي طرفي المحاورة، لكن الاخطاء تكررت وفي العرف وعند تكرار الخطأ يصنف ويفسر أنه متعمد ومقصود وليس عكس ذلك.
عتبي على من يشار إليه بأنه شاعر متمكن من هذا اللون الشعري وغيره من الألوان الشعرية بجزالة الكلمة وسلامة المعنى وينتمي إلى مكون قبلي كبير له المكانه والتقدير.
اليوم نحن تحت راية واحدة وتحت ظل دولة، وطن ألّفت حِكمة قيادته ومنذ التأسيس بين القلوب على أرض هذه الدولة وسنت الأنظمة والقوانين التي تجرم العنصرية والإساءة للآخرين أيا كانت قولاً أو فعلاً.
الساحة الشعرية اليوم تضج بالأقاويل والتحليلات التي تدافع عن الخطأ وتجلسه مجلس الحُسن في الوقت الذي أخذ الطرف الآخر مبدأ الهجوم دفاعاً عن حق مكتسب. ومن يدافع عن الخطأ لم يجد الشجاعة الأدبية الاّ ان يضع ويستقل من فهمنا ناقصا لمعنى بيت الشاعر المعني بهذه الازمة وكأن المجتمع اليوم جاهل بفهم الشعر الشعبي ومفاهيمه ولغته وتركيباته وربما يرون فينا أعجمية اللسان وحتى وان لم ندخل في المقاصد الخفية..
يقول ( يدوم البقاء يا محيي ورث الاجداد… “بَعَدْ” طيبك ابن مهيد خله يولّي) لغويا ومعنى لن تحمل هذة العبارات نقص من خصمه بل مدحا (ربما هو يستحقه) لكن الإقلال من أسطورة الكرم مصوت بالعشا اراها سقطه مهما تبارى أنصاره من محاوله ترسيخ فكره معاكسة للمعني و لا يمكن ان يكون استهزاء بخصمه وهو يقول (يدوم البقاء …بعد طيبك ابن مهيد خله يولي ..).
تركيبة تسيء لقامة وقيمه بين قبيلته وعند بقية القبائل في الجزيرة العربية (مع كامل التقدير لكل القبائل) وهو ما يمكن ان يكون قادر على ان يأتي بما لا يطعن ولا يثير.
ان تتعرض لقامات قبلية او اجتماعية لمجرد ان تكسب جولة او تمدح خصم او تنتقص منه فهذه كثيرة وكبيرة على شاعر يوصف بالمتمكن ..وكل التفسرات التي دعمت حسن النية تسقط امام المعنى اللغوي الواضح وهو تجاوز صفات ومكانة رمز الكرم وأحد اسماء ترتكز عليها القبيله.. لغة لا يمكن ان تحمل اي تأويل حسن .. تحفظي جدا على تفسر البعض الايجابي لأن فيه دفاع غير مقبول عن خطأ لا يقبل القسمه على اثنين ولا حتى وضع الخصم موضع الضحية تدراكا لمبدأ الخطأ ولعلي استدرك ان الشاعر بقيمته الشعرية لم يخلو من سلبيات سابقة سواء مناطقية او شخصية .. كان بامكانه ان يمدح الخصم او مجاملته ويطلق عليه من الصفات الايجابية مايشاء او وصفه بما يراه حتى لو صنفه اكرم من غيره لكن دون الابعاد لمن يشار لهم من ابطال وذوي صفات حميدة نادره ( مثل ابن مهيد )والآخر يستطيع الرد في حينها لكن دون الإقلال من الآخرين ،واكثر من موقف سابق تجاه مكون وطني لم يدركه ويعدل من اخطاءه .الوطن اليوم الكل تحت ظله ،التعرض والإسقاط على رموز وطنية مرفوض كليا .. دعوني اكرر واحسن النية ولكن قطعا لدابر الفتنة على الشاعر ان يعتذر ولن تغني مواقف وفزعات اصوات دافعت عنه وان يعيد حسابته في تعابيره الشعرية حتى لا يقابل السيء بالأسوأ ..الكلمة كالرصاصة ان خرجت لا مجال لاسترجاعها .. نحن بالوطن الواحد القبيلة الواحدة المنطقة الواحدة نفتخر بأي قيمة ايا كانت لاتبررون الاخطاء التي تسبب الفرقة والفتنة من اخطأ يحاسب وعلينا ان نقول اخطئت وليس هناك من هو فوق النقد والنظام.

 

 

السفير م. دهام الدهام
عضو جمعية اعلاميون

 

شارك المقالة
جميع الحقوق محفوظه جمعية اعلاميون © 2021
الأعلىtop