1,673,230 حاجًّا من 180 دولة اجتمعوا في مشاعر الحج هذا العام، ليس فقط كأرقام بل كقصة نجاح تجسدت في كل تفاصيل تنظيم وأمان وراحة تحت ظل بركة الله ورعاية قيادتنا الحكيمة.
الرحلة تبدأ قبل أن يهبّ الحاج إلى أرض مكة مع نظام “بطاقة نسك” الذي أنهى إجراءات الحج في بلدان الإقامة مما أزال كل تعقيد وجعل الانسيابية مطلقة منذ أول خطوة في المطار.
ومن هناك توجّه الحجاج إلى الحرم مباشرة حيث جرى تنظيم الحشود بأساليب ذكية لا تخطئها العين، فكل حركة محسوبة، كل تدفق مراقب.
على الأرض عملت كاميرات ذكية ونظم مراقبة بالأقمار الصناعية لترصد كثافة المشاعر بدقة، فكانت الأوامر الفورية بتغيير المسارات أو تحريك القطارات تحافظ على تدفق الحجاج في انسجام تام بلا تزاحم، بلا خوف.
في يوم التروية ضخّت المملكة أكثر من 980,000 متر مكعب من الماء.
منظومة التبريد كانت استباقية، حيث جرى نشر المراوح والمظلات بشكل يتجاوب مع حرارة الجو قبل أن يشعر بها الحاج. لم تترك الصحة أي مجال للصدفة؛ مستشفيات ميدانية، وأطباء متنقلون، وطائرات إسعاف تحلق لتحمي كل نفس في مهدها.
نظافة الأماكن لم تكن أقل؛ حاويات ذكية تُبلّغ أوتوماتيكيًا عن امتلائها، وفرق تنظيف تتحرك عبر خوارزميات مدروسة بدقة، مما أبقى الأرض نقية وكرّس إحساس الحاج بنقاء الطقس والروح.
في ساحات الأمن، لم يكن الحضور مقرونًا بالصرامة فحسب، بل بالحكمة والرحمة.
رجال الأمن لم يكونوا فقط حراسًا، بل مرشدين ومساعدين؛ حتى حملوا الأطفال التائهين وصغار السن بحنان، وضبطوا 269,678 محاولة حج غير نظامي بطريقة تحافظ على سلامة النظام دون إرباك أو ضغط نفسي على الحجاج.
وخلف هذه الساحات كانت القيادة الرشيدة – خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان – حفظهما الله – تسير بخطى ثابتة، تتابع كل نقطة في العملية بدقة تفصيلية، لتخرج في النهاية بيانات تقدير واحترام، لا مجرد أرقام.
هذا الحج لم يكن موسمًا عابرًا،
بل هو رسالة عالمية من السعودية التي تجاوزت مفهوم التنظيم إلى صياغة نموذج يُدرّس، ومصدر فخر لكل مسلم وللعالم أجمع.
ليست فقط إدارة حشود، بل إدارة روح ومشاعر، تضمن للحجاج سلامة الجسد والوجدان.
سجدة شكرحين طاف آخر حاج بالكعبة وأتمّ شعائره بطمأنينة، سجدت القلوب شكرًا لله، وسجدت معها يد الإدارة الحكيمة، والتنظيم المتقن، والعامل الذي لم يظهر اسمه لكن ظهر أثره في كل ركن.
هذا النجاح ليس صدفة، بل نتاج رؤية، وإيمان، وعمل لا يعرف المستحيل.
وهكذا، صار حج 1446هـ حكاية تروى… عن دولة جعلت من خدمة الحاج شرفًا ومن كل موسم حج علامة فارقة في التاريخ.
أ. هويدا المرشود
@hofahsaid111112
عضو جمعية إعلاميون