مرحباً بكم فى جمعية اعلاميون

“الشهرة”.. بين “التزييف” وسلطة القانون

لم يعد غريبًا أن نشهد بين الحين والآخر قضايا صادمة مرتبطة ببعض من يسمّون أنفسهم “مشاهير” في منصات التواصل الاجتماعي. أشخاص صعدوا بسرعة عبر الأضواء الزائفة، حتى ظنوا أن الشهرة صكّ إعفاء من القانون، وأن المتابعين حصانة ضد المساءلة. لكن ما يحدث على أرض الواقع يكشف أن هذا الوهم لا يصمد طويلًا أمام حقيقة راسخة: لا أحد فوق القانون في المملكة العربية السعودية.
الأحداث الأخيرة التي شغلت الرأي العام لم تكشف مجرد حادثة بل فضحت الوجه الآخر لبعض الأسماء التي عاشت زمنًا تبيع الوهم للناس، ثم حين واجهت انتقادًا أو رفضًا، اختارت أسوأ الطرق في الرد.
هنا سقط القناع وبان الوجه الحقيقي ،والرسالة الأخطر ليست فيما جرى، بل فيما تعكسه هذه الممارسات من انحراف الشهرة عن مسارها الطبيعي وتحولها من تأثير ناعم إلى تهديد صارخ.
وسط هذه الضوضاء جاء بيان شرطة منطقة الرياض ليضع النقاط على الحروف بوضوح وحزم، مؤكدًا أن الجريمة لا تُبرر بشهرة ولا تُغتفر بضوء وأن المتهمين أُوقفوا واتُّخذت بحقهم الإجراءات النظامية وأُحيلوا للنيابة العامة.
هذا البيان لم يكن مجرد خبر رسمي، بل كان طمأنة للمجتمع ورسالة قوية أن العدالة ماضية وأن الأمن حاضر وأن الوطن لا يقبل أن تُرهب امرأة أو يُهدد إنسان بسبب كلمة أو رأي.
هنا يجب أن نقف وقفة تقدير صادقة لرجال الأمن الذين يبرهنون يومًا بعد يوم أنهم صمام أمان المجتمع وأن يقظتهم لا تنام، وأن يدهم تصل إلى كل من يحاول العبث باستقرار الناس أو انتهاك حقوقهم. فبفضلهم وبفضل القانون الراسخ في هذه البلاد يبقى المجتمع آمنًا مهما حاول البعض أن يصنع من نفسه “قوة فوقية” بالمتابعين أو الترند.
إن قوة الدولة الحقيقية لا تقاس فقط بمؤسساتها، بل أيضًا بقدرتها على أن تُشعر المواطن والمقيم أن العدل يحميه من أي تجاوز. وهذا ما يراه الناس اليوم في السعودية بوضوح.
في النهاية يبقى الدرس الأهم أن الشهرة ليست قيمة بحد ذاتها، بل اختبار حقيقي لأخلاق الإنسان. من جعلها منبرًا للعطاء والإيجابية نجا وارتقى، ومن استغلها في البطش والتجاوز، سقط وانكشف.
أما القانون فسيظل كما عهدناه، الميزان الذي لا يميل والسيف الذي لا يهاب الأضواء.

 

أ. سعيد الأحمري
‏@Historian2080
عضو جمعية إعلاميون

شارك المقالة
جميع الحقوق محفوظه جمعية اعلاميون © 2021
الأعلىtop