مرحباً بكم فى جمعية اعلاميون

الصحة النفسية وتعافي المجتمع

في مجتمعات تحلم بالرفاه والاستقرار،
كثيرًا ما نتحدث عن العدالة الاجتماعية، لكننا نغفل عن ركنٍ أساسي منها: الصحة النفسية.

الصحة النفسية ليست رفاهية،
وليست ترفًا فكريًا. هي أساس حياة متزنة؛ هي ما يجعل الإنسان قادرًا على الشعور، والعطاء، والتواصل مع من حوله.

لكن؛ هل يحصل الجميع فعلًا على نفس الفرصة في التعافي؟ في العلاج؟
في الفهم، وفي التقبّل؟ هنا تحديدًا تبدأ العلاقة بين العدالة الاجتماعية والصحة النفسية.
فكثيرون لا يولدون باضطرابات،
بل يصابون بها لأنهم وُضعوا في بيئات غير عادلة. بيئات تصنع القلق وتعيد تدوير الاكتئاب. بيئات لا ترحم الفقر، ولا تحمي من العنف، ولا تُنصت لتجارب الطفولة المؤلمة.

العدالة ليست أن يحصل الجميع على الشيء نفسه. بل أن يحصل كل شخص على ما يحتاجه حقًا. أن يجد من يشعر به. أن يُعامل بكرامة. أن لا يُسكت حين يتألم، ولا يُلام حين ينهار.

حين ندمج الرعاية النفسية في التعليم، وفي بيئة العمل، وفي الشوارع، والمنازل، والإعلام؛ نكون قد بدأنا نُصلح الداخل.

الصحة النفسية هي مرآة عدالة المجتمع. والمجتمع بحاجة لأن ينصت لألمه الداخلي، ليصنع وعيًا، وليصنع مستقبلًا.

 

شادية الغامدي
@shadiyah_gh
عضو جمعية إعلاميون

شارك المقالة
جميع الحقوق محفوظه جمعية اعلاميون © 2021
الأعلىtop