مرحباً بكم فى جمعية اعلاميون

الطموح.. “من نور إلى نار “!؟

 

نتنافس على بلوغ الأعلى والأبعد، ونخاف ان نبقى في أماكننا وكأن الثبات أصبح تراجع، حينها أصبح الطموح عبئا يثقل كواهلنا.

ما بدأناه كحلم جميل، تحول شيئا فشيئا إلى قلق دائم، ورغبة لا تعرف الاكتفاء، تشوش بصيرتنا، وتأخذ من أرواحنا أكثر مما تمنحها.

نركض خلف الأهداف التالية من دون أن نلتفت لما حققناه، لا نحتفل بخطوة، ولا نمنح أنفسنا لحظة تنفس. دائما هناك ما يجب علينا اللحاق به؛ (منصب أعلى، دخل أكبر، جسد مثالي، علاقات مؤثرة، شهادات متتالية)، ونسخة محسّنة من الذات لا تنتهي.

ومع كل هذا الركض، ننسى الحياة الهادئة ما بين الهدفين، ننسى متعة اللاشيء، ونعمة الاكتفاء، وسكينة أن نكون كما نحن فقط، لا أن ننجز أكثر.

هذا السعي تحول إلى إرهاق مزمن، عطش لا يروى، وكأننا نركض ونحن جالسون، لانريد أن نكون أقل من الآخرين أو من أنفسنا التي نتخيلها.

مشكلتنا ليست في الطموح، بل في دافعه؛ هل هو حب الزيادة؟ أم خوف النقص؟

أنا شخصيا كثيراً ما أجد نفسي عالقة في هذا السؤال؛ هل أنا أركض خلف أحلامي؟ أم أهرب من خوفي؟
هل هذا بدافع الامتنان لما نملك؟ أم بدافع القلق مما لا نملك؟

حين يصبح طموحنا عالياً لدرجة يغرق فيها صوتنا الداخلي، هنا نحتاج أن نتوقف قليلاً لنعيد التوازن. أن نختار الطموح الذي يضيف لقلوبنا نوراً، لا ذاك الذي يشعل في هدوئنا ناراً.

لعله حان الوقت أن ندرك أن الحياة، ليست بكم أنجزنا، بل بكم وكيف استمتعنا، بعدد اللحظات التي شعرنا فيها بالسلام، والتي مرت علينا من دون أن نحمل فيها هماً جديداً أو نخطط للذي بعدها؛ لنتذوق الرحلة ونستمتع بها حتى نصل إلى الوجهة.

 

أ. هيا الزبيدي
‏@haya_z88
عضو جمعية إعلاميون

شارك المقالة
جميع الحقوق محفوظه جمعية اعلاميون © 2021
الأعلىtop