تعتبر العادات والتقاليد من الركائز الأساسية لأي حضارة أو مجتمع. فهي ليست مجرد سلوكيات متوارثة، بل مرآة تعكس قيم المجتمع وهويته واستقراره. تحافظ العادات على روابط الأفراد ببعضهم، وتخلق إحساسًا بالانتماء والهوية المشتركة، كما تساهم في توجيه سلوك الأفراد بما يخدم المصلحة العامة ويعزز استقرار المجتمع. عبر التاريخ، أثبتت الشعوب التي حافظت على عاداتها وتقاليدها قوتها ومتانتها، في حين أن المجتمعات التي أهملت هذا الجانب غالبًا ما واجهت صراعات داخلية وتراجعًا حضاريًا.
ويؤكد ابن خلدون في كتابه المقدمة أن:
العادات والتقاليد تنظم سلوك الأفراد وتقوي الروابط الاجتماعية.
واحترام هذه القيم يمنع الفساد الداخلي والانحلال الأخلاقي، ويُسهم في استمرار واستقرار المجتمع.
هي ليست مجرد عادات قديمة، بل هيكل داعم لاستقرار المجتمع ودوام حضارته.
ويذكر ابن خلدون أيضًا أن قبائل البدو العربية كانت قوية لأنها حافظت على تقاليدها البدوية مثل ؛الشجاعة والتضامن وحماية الجماعة. هذه العادات جعلتهم قادرين على تأسيس دولة قوية في بداية التاريخ الإسلامي.
الخلاصة:
احترام العادات والتقاليد ساعد المجتمعات على الانضباط الاجتماعي والبقاء متحدين أمام التحديات. فهي ليست مجرد إرث ثقافي، بل عامل أساسي لاستمرار المجتمعات وقوة أفرادها.
أ. هيا الدوسري
@HAldossri30
عضو جمعية إعلاميون