في عالمٍ لا يعترف إلا بالمساعي الجادة والخطوات المدروسة، تبدو الفرص العملية كأنها مفاتيح ذهبية، لا تُمنح لمن ينتظرها، بل تُفتح بها الأبواب لمن يسعى ويُبادر. فالفارق الجوهري بين من يراقب الفرص تمرّ أمامه، وبين من يصنع منها طريقًا نحو النجاح، هو “التحرك في الوقت المناسب”.
إن القدرة على استغلال الفرص لا تعتمد فقط على وجودها، بل على الذكاء في قراءتها، والمرونة في التعامل معها، والشجاعة في اتخاذ القرار. قد تمر الفرصة في هيئة تحدٍ، أو تأتي على هيئة مهمة إضافية، أو تكليف غير متوقع. لكن خلف كل فرصة، مكافأة لا تراها إلا العقول الواعية والقلوب المؤمنة بذاتها.
في بيئة العمل، تُقاس الجدارة أحيانًا بمدى التفاعل مع الفرص، لا بكثرة الخبرات. كثيرون لديهم المهارات، لكن القليل منهم يعرف متى وكيف يخرج من منطقة الراحة ليغتنم ما يُعرض عليه. وهنا تظهر قيمة المبادرة، لأنها تعني ببساطة: أنا مستعد، وأنا أستحق.
ختامًا، الفرص العملية لا تتكرر كثيرًا، وبعضها لا يُعلن عن نفسه بوضوح. لذا، كن يقظًا، واسعَ إلى التطور، ولا تتردد في أن تكون أنت من يبدأ. فالحياة المهنية، مثلها مثل أي طريق، لا تمنح شيئًا لمن لا يخطو نحوه.
أ. شادية الغامدي
عضو جمعية إعلاميون
shadiyah_gh@