مرحباً بكم فى جمعية اعلاميون

الكاتب الحقيقي في زمن الذكاء الاصطناعي؟!

في ظل وجود الذكاء الاصطناعي، صار بإمكان أي شخص أن يبدو كاتبًا أو إعلاميًا، لكن السؤال الأهم:
كيف نُميّز الكاتب الحقيقي من المزيف؟
وكيف نعرف من يستحق أن يُقال عنه “مبدع” ممن ارتدى ثوب الخداع ونسج الكلمات بلا روح؟

أنا أُشبّه الكاتب المزيف بالطالب الذي يغش في الامتحان؛ ذاك الذي لم يبذل جهدًا، ولم يمتلك فكرًا، فراح ينسخ ويكرر دون أن يضيف شيئًا من ذاته.
فصار يغش من الذكاء الاصطناعي، لا ليطوّر نفسه، بل ليخدع الآخرين بمظهر لا يليق بمحتواه.

أما أنا، فلا أنكر أنني قد أستعين أحيانًا بهذه التقنية — لا لأُقلّد، بل لأستلهم.
كما الطالب الذي يذاكر ثم يترك الكتاب وقت الامتحان، ويكتب من فهمه، لا من حفظه…
فالفكرة حين تسكن العقل تصبح جزءًا منه، والمفردات حين تُهضم جيدًا تصبح لغة داخلية تعبّر عنّا.

وفي هذا العصر، تساوت الأقلام وتكاثرت الهامات، حتى لم نعد نميز بين الكاتب الحقيقي وصوت الآلة.
بل إن البعض ممن لم يكن له مجال في التأليف من قبل، أصبح الآن “مؤلفًا” بواسطة هذه الأداة الذكية.

لذا نصيحتي:
لا تركنوا إلى الذكاء الاصطناعي حتى لا يعطل ذكاءكم الطبيعي. فالاعتماد الكلي على هذه الأدوات، مع الوقت، سيُطفئ شرارة الفكر، ويجمّد نبض الإبداع.
وكل شيء يتوقف عن العمل سيصدأ.
وسنجد أنفسنا نكتب بلا شعور، ننشر بلا حضور، وتفقد كلماتنا تلك البصمة الخاصة التي تميزنا عن سوانا.

كلمة؛ القلم الصادق لا يحتاج آلة ليتكلم، بل يحتاج قلبًا ليشعر.

 

أ. هيا الدوسري
‏@HAldossri30
عضو جمعية إعلاميون

شارك المقالة
جميع الحقوق محفوظه جمعية اعلاميون © 2021
الأعلىtop