تمر الحياة بمراحل وتحديات متسارعة، ولا يمكن مواجهة هذه التحولات بفعالية دون امتلاك مهارة جوهرية هي “المرونة الذهنية”.
وتمثل المرونة قدرة الإنسان على إعادة تشكيل استجاباته الفكرية والعاطفية أمام المواقف المختلفة، بما يعكس وعيه وإدراكه لقيمة التكيّف مع المتغيرات.
وتبدأ دورة المرونة الذهنية بالوعي، حيث يتعرف الفرد على أنماط تفكيره وحدود قناعاته؛ ثم ينتقل إلى مرحلة إعادة التقييم التي يراجع فيها معتقداته واستجاباته، ليتحول بعد ذلك إلى مرحلة التوسع في التفكير الإيجابي الذي يفتح أمامه آفاقًا أوسع للحلول والبدائل.
وتبقى المرونة الذهنية ليست مجرد مهارة فردية، بل هي استراتيجية حياتية تعزز من جودة اتخاذ القرار، وتدعم القدرة على الإنجاز والإبداع في البيئات العملية والتعليمية.
كما أنها ركيزة أساسية للصحة النفسية، إذ تمنح صاحبها اتزانًا داخليًا يجعله أقدر على مواجهة الضغوط وتحويل التحديات إلى فرص للنمو.
وفي النهاية فإن تبني المرونة الذهنية هو استثمار طويل المدى ينعكس أثره على الأداء الشخصي والمهني ويقود صاحبه نحو حياة أكثر توازنًا وسعادة قائمة على الوعي والتكيف والإيجابية.
أ. نادية الجودي
@Nadiaaljoud
عضو جمعية إعلاميون