08/04/2025
هل نشارك حقًا في صنع المستقبل؟
في زمن أصبحت فيه الهواتف الذكية امتدادًا لأيدينا، وشاشاتنا نوافذ نطل منها على العالم، لم يعد التفاعل المجتمعي محصورًا في المجالس التقليدية أو اللقاءات المباشرة، لقد تغيّر شكل المشاركة، وأصبح المجتمع الرقمي اليوم يفسح المجال لنموذج جديد أكثر شمولاً وفاعلية، وهو “المشاركة الإلكترونية”.
نتحدث هنا عن مشاركة تتجاوز نشر رأي عابر أو تفاعل لحظي، إلى تمكين المواطن من التأثير في السياسات، والمساهمة في تحديد أولويات مجتمعه، عبر أدوات رقمية متطورة.
وقد قطعت المملكة العربية السعودية خطوات سبّاقة في هذا المجال عبر منصات مثل منصة #استطلاع، التي تتيح للجمهور إبداء آرائهم حول مشاريع الأنظمة واللوائح قبل اعتمادها، ومنصة #تفاعل، التي تسهّل إيصال الملاحظات والاقتراحات للجهات الحكومية، وتطبيق #مدينتي، الذي يتيح للمواطنين التفاعل مع الخدمات البلدية ورصد الاحتياجات بشكل مباشر، وغيرها من المبادرات التي تُعزّز مشاركة الفرد في التنمية وصنع القرار.
ورغم هذا التقدم، لا تزال بعض التحديات قائمة، مثل الفجوة الرقمية، ضعف الوعي بأهمية المشاركة، ومخاوف الخصوصية، لكن تجاوزها ممكن ببناء بيئة رقمية عادلة، تضمن وصول الجميع، وتوفر التدريب والحماية، وتُرسخ الثقة في هذه المنصات.
في النهاية، المشاركة الإلكترونية ليست ترفًا رقميًا، بل أداة تمكين حقيقية، تمنح كل فرد حقه في أن يكون جزءًا من مشهد صناعة القرار، لا مجرد متفرج على نتائجه.
فلنشارك.. ليس فقط بآرائنا، بل برسم ملامح واقعنا.
د. يوسف الهاجري
@aboaadl2030
عضو جمعية إعلاميون