مرحباً بكم فى جمعية اعلاميون

المشاركة المجتمعية والفن

27/04/2025

‏حين يتحول الإبداع إلى قوة لبناء الوطن، وحين يصبح الإبداع لغة الناس، يتحول الفن من مشهد جمالي إلى وسيلة لتشكيل الوعي، وصناعة الأثر، وبناء جسور دائمة بين الفرد والمجتمع.
لم يعد الفن ترفًا هامشيًا، بل غدا أداة مجتمعية قادرة على تعزيز روح المشاركة، وتحفيز التفاعل، وترسيخ الانتماء، في مجتمع يتطلع إلى تنمية شاملة وإنسانية، في ظل رؤية المملكة 2030.

‏في المشهد السعودي اليوم، تتصاعد مكانة الفن كرافعة للمشاركة المجتمعية، وتفتح مساحات للتعبير الجماعي، وتدعونا للإصغاء لأصوات مختلفة تمثل أطياف المجتمع كافة، كما رأينا في العديد من المبادرات التي احتضنتها مناطق المملكة المختلفة، والتي حولت الساحات العامة إلى منصات للحوار والإبداع المشترك.

‏في هذا السياق، لا يكون المتلقي مجرد مشاهد، بل يصبح شريكًا في التجربة، وصاحب رأي في مضمونها وأثرها، مما يعمّق من فهمه لدوره في المجتمع.

‏الفن يحفّز على التفكير، ويمنح الناس أداة للتعبير الآمن عن تطلعاتهم وتحدياتهم، وحين يُفتح المجال للأفراد – فنانين ومشاهدين – للمساهمة في السياسات الثقافية وصناعة البرامج الفنية، نكون أمام نموذج حي للمشاركة المجتمعية، التي تتجاوز المفهوم التقليدي للمسؤولية الاجتماعية، لتصبح شراكة في صياغة الرؤية وتحقيق الأثر.

‏إن العلاقة بين المشاركة المجتمعية والفن ليست تكميلية فحسب، بل هي علاقة عضوية، يتنفس كل منهما من الآخر، فكل مبادرة فنية تنبض من احتياج المجتمع وتحتضن صوته، وكل مشاركة مجتمعية واعية تدرك أن الثقافة والفن ليستا زينة، بل ضرورة لبناء مجتمع متماسك، نابض بالحياة.

‏لنجعل من الفن جسرًا دائمًا نحو وطن يُبنى بالإبداع، وينمو بالمشاركة المجتمعية.

 

 

د. يوسف الهاجري
‏@aboaadl2030
عضو جمعية إعلاميون

شارك المقالة
جميع الحقوق محفوظه جمعية اعلاميون © 2021
الأعلىtop