في رحلة الحياة، كثيرًا ما نواجه لحظات من الانطفاء الداخلي.
نشعر أن شيئًا فينا قد خفت، أو أن الضوء الذي كنا نراه بوضوح أصبح بعيدًا، خافتًا… كأنه ليس لنا.
لكن، ما لا ندركه دائمًا هو أن الظل لا يوجد إلا عندما يكون هناك ضوء.
تمرّ بنا أوقات نشعر فيها أن الحياة توقّفت عند نقطة لا رجعة منها،
أن كل ما فينا منهك، وأن لا شيء يتغيّر.
لكن الحقيقة، أن هذه اللحظات ليست نهايات، بل بدايات خفية لرحلة أعظم — رحلة التشكّل من جديد.
كما تنفلق البذرة في ظلمة الأرض لتخرج منها شجرة. نحن أيضًا نحتاج في بعض الأحيان إلى أن ننكسر قليلًا،
وأن نمرّ بتجربة تهزّنا من الداخل، حتى تولد منّا شخصًا أكثر وعيًا، أكثر صدقًا مع ذاته.
التحوّل لا يأتي بصوت عالٍ ولا إعلان مسبق.
يبدأ في صمتٍ داخلي…
حين تهمس لنفسك:
“لست كما كنت، ولن أبقى كما أنا”.
كل ما مررت به — من ألم، من خسارات، من خيبات، كلها تصنعك بهدوء، تشكّلك على “نارٍ هادئة”، وتمنحك لغة جديدة لفهم ذاتك والعالم من حولك.
أنا لا أبحث عن نسخة مثالية مني، بل عن تلك النسخة التي تنهض، حتى لو سقطت كثيرًا. التي ترى في عثراتها حكاية، وفي صبرها انتصارًا صغيرًا لا يراه أحد… لكنه يكفي.
في النهاية، لسنا في سباق مع أحد، كل ما علينا فعله هو أن نواصل الطريق – بخطوة، بهمسة، برغبة في التغيير -، وأن نؤمن بأن داخل كل ظلّ… ضوء ينتظر أن نمنحه الفرصة ليُولد.
أ. مها الثبيتي
@maha_thobaiti
عضو جمعية إعلاميون