مرحباً بكم فى جمعية اعلاميون

الوطن… شجرة الأجيال

في كل يوم وطني، تتزاحم الصور في الذاكرة: رايات ترفرف، أناشيد تُردد، وأطفال يرسمون بألوانهم الخضراء أحلامًا أكبر من ملامحهم الصغيرة. لكن الوطن، في جوهره، ليس صورة تُعلّق، ولا نشيدًا ينتهي مع آخر سطر.. الوطن شجرة.

شجرة نبتت في أرض صلبة، جذورها ضاربة في عمق التاريخ، لا تهزّها العواصف، ولا تجفّها السنون. تلك الجذور هي التأسيس الأول، أيام جمع الشتات وتوحيد الصف، يوم وُلد وطن من قلب الرمال ليغدو ظلًا وارِفًا لأهله.

لكن، ما قيمة الجذور إن لم تمتد الفروع؟ كل جيل يجيء يحمل دلواً من ماء، يسقيه بالعلم والعمل والحلم، ثم يرحل. يأتي جيل آخر ليواصل السقاية. هكذا تكبر الشجرة، تتسع أغصانها، وتغدو ملجأً للطير، ومأوى للظل، وثمرًا للناس.

اليوم الوطني ليس احتفالًا بذكرى مضت، بل موعدًا مع مسؤولية جديدة: أيُّ ماءٍ سنحمل إلى هذه الشجرة؟ هل سنتركها مورقة في عيون أبنائنا كما كانت في عيون آبائنا؟

الوطن شجرة.. ونحن سُقاته. وما أجمل أن نحتفل ونحن نعلم أن أغصانها ستمتد، لا إلينا فقط، بل إلى أطفال لم يولدوا بعد.

 

أ. شادية الغامدي
@shadiyah_gh
عضو جمعية إعلاميون

شارك المقالة
جميع الحقوق محفوظه جمعية اعلاميون © 2021
الأعلىtop