الوفاء ليس كلمة تُقال، بل شعور صادق يترجم نفسه في المواقف. أن تبقى حين يرحل الجميع، أن تظل سندًا وقت الانكسار، أن تحفظ العهد حتى وإن تغيّر الزمن. الوفاء كالنور، يكفي حضوره ليبدّد العتمة من قلبٍ مُثقل.
أما الخذلان، فهو سهم صامت يصيب الروح قبل الجسد. لا يوجعنا غياب الغرباء بقدر ما يوجعنا تراجع من اعتبرناهم الأمان. لحظة واحدة من الخذلان قد تعيد تشكيل ملامح القلب، وتحوّل الثقة إلى حذر، والطمأنينة إلى جدارٍ من الريبة، يُثقل القلب ويمنع الروح من الانفتاح من جديد.
ورغم قسوة الخذلان، يبقى الوفاء هو الأجمل والأبقى. قد ننسى تفاصيل كثيرة، لكننا لا ننسى يدًا امتدت في ضعفنا، أو قلبًا ظل قريبًا في بُعده. الوفاء يترك أثرًا يشبه العطر، يبقى حاضرًا حتى بعد غياب صاحبه.
هكذا تُبنى العلاقات: بصدقها أو تنهار بخذلانها. ويبقى الفرق بين الاثنين، أن الوفاء يرفعنا إلى إنسانيتنا، بينما الخذلان يكشف هشاشة القلوب.
أ. شادية الغامدي
Shadiyah_gh@
عضو جمعية إعلاميون