مرحباً بكم فى جمعية اعلاميون

اليوم الوطني..‏ ملحمة التأسيس ورؤية الاستدامة

في عامه الخامس والتسعين، يقف الوطن وأبناؤه أمام يومٍ ليس كأي يوم؛ يومٌ تتقاطع فيه الذاكرة بالتاريخ، والحاضر بالمستقبل، فتتحول الذكرى إلى طاقة متجددة، والمناسبة إلى أفعال ومشاريع تجسد مسيرة المملكة التي توحدت في بدايات القرن العشرين، ثم ارتقت لتغدو معجزة سياسية وتنموية انطلقت من واقع شديد التحدّي والصعاب حتى أصبحت قوة إقليمية عالمية، أثرها يتجاوز حدودها.
‏هذا اليوم يعيدنا إلى لحظة مفصلية، حينما تحوّلت أرض متفرقة إلى دولة واحدة، بعزم المؤسس وإرادة الأجداد الذين وحّدوا البلاد تحت كلمة “لا إله إلا الله محمد رسول الله”. فلم تكن الوحدة خيارًا عابرًا، وإنما ضرورة وجودية لتأسيس وطن يقوم على العدل والأمن والاستقرار. ومنذ ذلك الحين، أصبحت المملكة العربية السعودية مصدر إلهام لشعوب المنطقة، وركيزةً للاستقرار السياسي والاقتصادي في محيطه العربي والإسلامي.
‏بعد جيل التوحيد جاء جيل البناء، جيل الآباء الذين أسسوا البنية التحتية، وشيدوا الاقتصاد، وربطوا التنمية بالإنسان. هذه المناسبة تذكّرنا أن ما ننعم به من مدارس ومستشفيات وجامعات ومدن كبرى هو ثمرة تضحيات ورؤية بعيدة المدى. وما زال العطاء متدفقًا، ليجد جيلنا نفسه أمام مسؤولية أن يكون حلقة وصل في هذا الإرث العظيم، ويضيف بصمته الخاصة في مسيرة التنمية.
‏ويحمل اليوم الوطني في طياته مدرسة متجددة تتجلى في ثلاثة أبعاد استراتيجية:
‏1- التلاحم الوطني والاجتماعي: إذ يجسد هذا اليوم أعظم معاني الوحدة بين القيادة والشعب، ويعيد التأكيد على أن قوة المملكة الحقيقية تكمن في لحمتها الداخلية.
‏2- القوة الاقتصادية: حيث تتحول الإنجازات التنموية إلى أرقام واقعية، جعلت من المملكة لاعبًا رئيسيًا في أسواق الطاقة العالمية، ومركزًا جاذبًا للاستثمار، ومشروعًا مستدامًا يتجدد مع رؤية 2030.
‏3- القوة العسكرية والإقليمية الدولية: فهي قوة متوازنة، رسخت دور المملكة كحصن استقرار إقليمي، وفاعل محوري في السلم والأمن الدوليين.
‏اليومُ الوطني لحظةُ افتخارٍ ومسؤوليةٍ معًا؛ نستحضر فيها أمجاد الماضي، ونصوغ الحاضر بروحٍ متجددة لنورِّثه للأجيال. وأبناءُ اليوم وأحفادُ الغد مدعوون لإدراك أن السعودية مشروعٌ حضاريٌّ مستدام يستمد قوته من الإيمان العميق والقيادة الحكيمة والشعب الطموح.
‏إنها فرصة لصياغة مفاهيم جديدة للدولة الحديثة؛ دولة تتسع للعالم، وتنشر الخير في أرجائه، وتبني مستقبلًا يليق بتاريخها العظيم ومكانتها الاستراتيجية.

 

د. سطام ال سعد
‏@Sattam_Alsaad
عضو جمعية إعلاميون

شارك المقالة
جميع الحقوق محفوظه جمعية اعلاميون © 2021
الأعلىtop