مرحباً بكم فى جمعية اعلاميون

(بن خثيلة).. وذاكرة الناس

كنتُ أسترقُ النظر نحو شاشة الهاتف، حين رأيتُ والدتي تتابع فيديو عن «ماجد بن خثيلة».. سألتها: «تعرفينه؟»، قالت: «كان أبوي يروح على بعير، يحمِّل من الأرزاق بوصاة بن خثيلة».

صمتتْ بعدها، وكأنَّها سلَّمتني طرف الخيط، وتركت لي أنْ أتتبَّع قصَّة رجل عاش في تفاصيل الناس، قبل أنْ تُكتب سيرته.

في ذاكرة التأسيس، تتجلَّى البطولة في صدق الفزعة، وقيمة الموقف، و»ماجد بن خثيلة» من الأسماء التي تُروى كـ»سيرة رجل» اختار الانتماء بقلبه أوَّلًا، ثمَّ بذراعه، فصار أحد الأوفياء في مسيرة الملك عبدالعزيز. بداية القصَّة كانت موقفًا إنسانيًّا نادرًا، حين رأى جيشين يتقاتلان، فاختار أنْ يقف مع الطرف الأضعف -آنذاك- دون أنْ يعرف مَن يكون. وبعد انتصارهم، تبيَّن أنَّهم من رجال الملك عبدالعزيز. ذلك الموقف وصل صداه إلى الملك، فطلب لقاء «ماجد»، وأسند إليه أوَّل مهمَّة ضمن سلسلة من المهام الكبيرة. كانت البداية في الأحساء، حيث كلَّفه الملك بإحضار مبالغ ماليَّة من شرق الجزيرة، فأدَّى المهمَّة بدقةٍ ووفاء، ليكسب بذلك ثقة المؤسس، وتبدأ علاقة من العمل المشترك، قوامها الإخلاص، وسلاحها المسؤوليَّة.

ثم جاء دوره في المعارك، فكان حاضرًا في القصيم، وهدية، وجراب، ودخول الحجاز، مشاركًا بروح المحارب الذي يعرف الأرض، ويحمل همَّ التأسيس في قلبه وسيفه.

«ماجد بن خثيلة» كان رجل ثقة، يُؤتمن على المهمَّات الحسَّاسة، ويُعرف بحكمته في اتِّخاذ القرار في الأوقات الصعبة.

هذه القصة، كما قالت أمي دون تكلُّف، «كان أبوي يحمل الأرزاق بوصيَّة منه»، تختصر المعنى الحقيقي للرِّجال الذين بنوا هذا الوطن، والذين تُحفظ أسماؤهم في ذاكرة الناس، قبل أنْ تُسجَّل في كتب التاريخ.

 

أ. أحمد الظفيري
‏@aahdq
عضو مجلس إدارة جمعية إعلاميون

شارك المقالة
جميع الحقوق محفوظه جمعية اعلاميون © 2021
الأعلىtop