في حديثٌ صادق مع الذات، عن تلك اللحظة التي تنكشف فيها الوجوه، وتدرك أن الثقة لا تُمنح لكل عابرٍ في حياتك.
في لحظةٍ ما… قد يطرق الخذلان بابَ قلبك دون موعدٍ ولا إنذار.
يأتي خفيفًا في أول الأمر… كنسمةٍ باردةٍ لا تشعر بها إلا حين تلامس عمق روحك.
ثم لا يلبث أن يكشف لك وجهَه الحقيقي… وجه الخيبة الموجعة التي تقلب يقينك إلى أسئلة.
يا خذلانًا… كم مرةٍ باغتَ صدقي؟
كم مرةٍ طعنتَ ثقتي وأنا أمدُّ يدي للسلام؟
ربما أخطأتُ حين ظننتُ أن النوايا الطيبة كافيةٌ لتقي القلوب شرَّ الانكسار.
أو ربما كنتُ أتوهم أن الوفاء يولد مع الإنسان، ويبقى صادقًا إلى الأبد.
لكن الحقيقة التي تعلّمناها – وإن كانت مريرة – أن الطُهر ليس غايةَ كل القلوب، وأن الصدق أحيانًا لا يَصمد عند أول اختبار.
الخذلان ليس عثرةً صغيرة في طريق العمر… إنه درسٌ دامٍ يهمس في أعماقك: “لا تمنح ثقتك بلا تبصّر…
ولا تخلط بين البريق الزائف والجوهر الحقيقي.”
ومع ذلك…
يظل القلب قادرًا على النهوض بعد الخيبة، لأن الطُهر هبة لا يقدر عليها إلا الأقوياء… ولأن العطاء الصادق يظل أجمل ما فينا… حتى لو خذلنا البعض.
ومهما كانت مرارة الخذلان…
فلن تسلبنا نقاء أرواحنا ولا جمال نوايانا.
لأننا حين نعبر الألم بكرامة، نصبح أكثر وعيًا… وأكثر قدرة على منح الحب لمن يستحقه حقًا.
أ. شادية الغامدي
@shadiyah_gh
عضو جمعية إعلاميون