في زحام الأيام، ننسى أحيانًا أن نقول: “شكرًا”. نمر على اللحظات الجميلة مرور العابرين، نأخذ ولا نتأمل، نحصل ولا نقدّر. لكن الامتنان ليس كلمة تُقال، بل إحساس يُضيء الداخل، وشعور يُعيد ترتيب النبض على إيقاع الرضا.
الامتنان لا يغيّر الحياة، لكنه يُغيّر نظرتنا إليها. الامتنان فن أن ترى الجميل في كل تفصيل، أن تبتسم لنعمة صغيرة، وأن تقول بقلبك قبل لسانك: الحمد لله.
فالامتنان هو أن ترى اليد التي امتدت بالعون، والعين التي لمحت حزنك، والموقف الذي كان طوق نجاة في صمت العالم. قل “الحمد لله” كثيرًا، فكل نعمة تستحق شكرًا.
حين يسكن الامتنان قلوبنا، تزهر العلاقات، ويزول الجفاء، ويصبح الشكر لغة تربط بين الأرواح. فكم من نفس أزهرت بكلمة امتنان، وكم من علاقة انطفأت لأنها لم تُروَ بعبارة تقدير.
فالشكر يجعل القليل كثيرًا، ويمنح القلب راحة لا تُقدّر بثمن. فالامتنان لغة الأرواح الراقية، لا يتقنها إلا أصحاب القلوب الممتلئة ضياءً.
الامتنان لا يُغيّر ما حولنا، بل يُغيّرنا نحن؛ يجعلنا أكثر وعيًا، أهدأ روحًا، وأقرب إلى النور. لذلك ازرع في يومك كلمة “شكرًا”.. تنبت لك سعادة.
من تعلّم الامتنان، اكتشف جمال التفاصيل الصغيرة. فلنزرع في أيامنا كلمة “شكرًا”، ولنمنح من حولنا شعورًا بأن وجودهم يصنع فرقًا.
الشكر لا يبدّل الواقع، لكنه يجمّله، والحياة تبتسم لمن يبتسم لها بامتنان. ففي نهاية المطاف، الحياة لا تزهو بما نملك، بل بما نقدّر.
كن ممتنًا، فكل لحظة تمر بسلام هي هدية. الامتنان هو أن ترى الضوء، حتى في أكثر اللحظات ظلمة.
أ. حياة القصيري
@hayatMEA2030
عضو جمعية إعلاميون