مرحباً بكم فى جمعية اعلاميون

جامعة الأمير سلطان.. تُعزِّز أثر الدبلوماسية العامة السعودية

 

في خطوة تعكس وعيًا إستراتيجيًّا لدور المعرفة والبحث العلميِّ في خدمة الدبلوماسيَّة الحديثة، بادرت جامعة الأمير سلطان بتأسيس مركز «أثر للدبلوماسية العامَّة»، كأول مركز فكر من نوعه في الشرق الأوسط، يُعنى بتطوير البحث والممارسة في مجال الدبلوماسيَّة العامَّة، وتعزيز حضور المملكة العربيَّة السعوديَّة في هذا الحقل الحيويِّ، الذي يُمثِّل الذراع الأهم لتوظيف وتفعيل مصادر وكنوز القوة الناعمة الوطنيَّة.

الجدير بالذكر أنَّ جامعة الأمير سلطان تُعدُّ أوَّل جامعة أهليَّة غير ربحيَّة في المملكة، وقد تأسست عام 1998 تحت مظلَّة مؤسَّسة الرياض الخيريَّة للعلوم؛ في ظل رعاية ودعم كريم من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- حين كان أميرًا لمنطقة الرياض، والذي وضع حجر الأساس للجامعة، وأولَى المشروع اهتمامًا كبيرًا منذ انطلاق فكرته، وحتى افتتاحه رسميًّا.

ويرأس مجلس أمناء الجامعة؛ سمو الأمير المثقف الدكتور عبدالعزيز بن محمد بن عياف، المستشار الخاص لخادم الحرمين الشريفين، ونائب وزير الداخليَّة، والذي يعود له الفضل -بعد الله تعالى- في قيام «منظومة بصائر» الفريدة لمراكز الفكر، وتبنِّي ودعم فكرة تأسيس مركز أثر للدبلوماسيَّة العامَّة.

ويأتي تأسيس هذا المركز في وقت تشهد فيه الدبلوماسيَّة العامَّة السعوديَّة حِراكًا دؤوبًا وتطوُّرًا نوعيًّا يواكب رُؤية 2030، التي جعلت من التواصل العالميِّ والانفتاح الثقافيِّ وتفعيل الصورة الذهنيَّة الإيجابيَّة للمملكة، عناصر أساسيَّة في مشروعها التنمويِّ والحضاريِّ.. فمراكز الفكر تُعدُّ جسورًا تصل بين المعرفة وصنع القرار، وأدوات لإنتاج الأفكار التي تترجم الرُّؤى الوطنيَّة؛ إلى سياسات ومبادرات ملموسة.

إنَّ إنشاء «مركز أثر للدبلوماسية العامة» يُعدُّ خطوة غير مسبوقة في المنطقة، تُجسِّد ريادة جامعة الأمير سلطان وتميُّزها في استشراف مجالات المستقبل، وتأكيد مكانتها كجامعة متطوِّرة تجمع بين التعليم والبحث والتأثير المجتمعيِّ. ويهدف المركز إلى دعم توجهات المملكة في مجال الدبلوماسيَّة العامَّة والقوة الناعمة؛ من خلال إجراء الأبحاث النوعيَّة المتخصِّصة، وتنمية القدرات الوطنيَّة، وتفعيل الشراكات الدوليَّة، وإثراء الحوار الأكاديميِّ والمهنيِّ حول أدوات التواصل والتأثير في عالم اليوم المترابط. فالمركز لا يقتصر على كونه مبادرة أكاديميَّة، بل هو امتداد طبيعي لدور الجامعة الريادي في تطوير منظومة البحث والتفكير الإستراتيجيِّ، وهو يحظى باهتمامٍ كبيرٍ من قيادات الجامعة ومسؤوليها، الذين يرون في مراكز الفكر ركيزةً أساسيَّة لتحقيق التكامل بين المعرفة والممارسة، وتعزيز مساهمة الجامعة في خدمة السياسات العامة والمجتمع، ودعم صورة الوطن الإيجابيَّة لدى مختلف شعوب العالم.

ويندرج «مركز أثر» ضمن مجمع «بصائر لمراكز الفكر» في الجامعة، والذي بات يُشكِّل حاضنةً فكريَّةً متكاملةً تضم ستة مراكز متخصصة، هي: مركز أثر للدبلوماسيَّة العامَّة، مركز بيان للُّغة العربيَّة، مركز حقائق للدراسات القانونيَّة، مركز عمران السعودي، مركز ثراء المالي، ومركز الإدارة المحليَّة. ويهدف هذا المجمع إلى توفير بيئة علميَّة وبحثيَّة تُشجِّع على التبادل المعرفيِّ بين مختلف التخصصات، وإنتاج دراسات ومبادرات تدعم أهداف التنمية الوطنيَّة.

ختامًا.. بهذا المركز الجديد، تواصل جامعة الأمير سلطان دورها الريادي المتميز في تحويل المعرفة إلى قوة تأثير ناعمة، والفكر إلى جسر تواصل بين المملكة والعالم.. فـ»أثر» ليس مجرد اسم، بل تعبير عن رسالة جامعة تُؤمن بأنَّ الأفكار الجيِّدة قادرة على أنْ تصنع فرقًا، وأنَّ الدبلوماسيَّة العامَّة تبدأ بـ «كلمة».. وتنتهي بـ»أثر».

 

د. سعود كاتب
@skateb
عضو جمعية إعلاميون

شارك المقالة
جميع الحقوق محفوظه جمعية اعلاميون © 2021
الأعلىtop