حين نتحدث عن النبل الإعلامي والمواقف المهنية الأصيلة، وحين نبحث في خارطة العطاء الوطني عن جهة جمعت بين الحكمة والرسالة والريادة، فإننا لا نتجاوز جمعية “إعلاميون”، بل نتوقف إجلالًا أمام منجزاتها، ونسطر اعترافًا مستحقًا بفضلها الكبير في ترسيخ هوية الإعلام السعودي الحديث، المستنير، المسؤول.
جمعية إعلاميون لم تكن مجرد إطار مهني أو كيان تنظيمي عابر في المشهد الإعلامي؛ بل غدت مدرسة متكاملة في الفكر والممارسة، مزجت بين أخلاقيات المهنة وروح الوطن، وأسّست لخطاب إعلامي يعكس نبض المواطن وهموم المرحلة، ويواكب التحولات الكبرى التي تشهدها المملكة في ظل رؤية 2030. لقد ساهمت هذه الجمعية المباركة في بناء الوعي، وتقديم نموذج إعلامي متزن، واعٍ، ميداني، وفاعل، بعيد عن الضجيج، قريب من الواقع، دقيق في التحليل، ومخلص في الأداء.
إعلاميون لم تكتفِ بالتنظير، بل نزلت إلى الميدان، ووثقت اللحظة، وسجّلت الواقع، وكتبت بمداد المسؤولية في كل مشهد وطني وإنساني؛ من ساحات الحج والعمرة، إلى الفعاليات الثقافية والعلمية، ومن المؤتمرات الوطنية الكبرى، إلى الورش التدريبية المهنية الرفيعة، كانت “إعلاميون” حاضرة بقوة الفكر، وحضور التأثير، ونبل الهدف.
لقد شكّلت الجمعية مظلةً جامعةً للمهنيين الإعلاميين من مختلف المدارس والتوجهات، وأعادت الاعتبار لقيم “الخبر” و”التحقيق” و”الرسالة”، ونقلت الإعلام من مقاعد الاستهلاك إلى ميادين الإنتاج، ومن هامش المتابعة إلى صلب صناعة الرأي، ومن قوقعة التنظير إلى رحابة التأثير والبناء المجتمعي.
يا جمعية “إعلاميون”، يا صوت الحق في زمن التزييف، ويا شعلة المهنية في دهاليز الضباب، لقد أنرتم دروب الإعلام بالصدق والضمير، وكتبتم بمداد النقاء ملاحم توثق مسيرة وطن، وتدافع عن صورته، وتُعلي من شأن رسالته.
يا من حملتم الكاميرا لا للتجميل بل للتوثيق، واعتليتم المنابر لا للنجومية بل للخدمة، وسطرتم المقالات لا لمجد الأسماء بل لسمو الفكرة… بوركت سواعدكم، وبورك قلمكم، وبورك الوطن بكم.
فلكل من كان له سهم في بناء هذه الجمعية، ولكل من وقف خلف فكرها، ولكل من كتب، أو صوّر، أو نظّم، أو خطّط، أو درّب، أو شارك… نقول: أنتم الأبطال الحقيقيون في معركة الوعي.
أنتم المجد حين يُكتب بضمير، وأنتم الشموخ حين يُروى بمهنية، وأنتم الفخر حين يكون الإعلام ميثاقًا وطنيًا لا سلعة رائجة.
وخالص التحية والتقدير والعرفان لجمعية “إعلاميون”، ولرئيسها الفاضل، وأعضائها النبلاء، وكل من اختار أن يكون صوتًا للوطن، لا صدى لمصالح ضيقة.
ونرددها بثقة:
كلما أردنا أن نطمئن على مهنية الإعلام السعودي… التفتنا إلى “إعلاميون”.
وكلما أردنا أن نكتب بضمير… كتبنا معهم، ووقفنا في صفهم.
د. أحمد الثقفي
@ahmadjeddah1440
مستشار إعلامي