26/03/2025
الفرق بين المرأة والأنثى ليس مجرد تلاعب لغوي، بل هو انعكاس لعمق المعاني التي تحملها كل كلمة. فـ”المرأة” هي الصفة البيولوجية التي تحدد جنس الإنسان، بينما “الأنثى” تعكس جوهرًا يتجاوز الشكل، لتلامس الروح، والطاقة، والحضور الذي يضفي للوجود معنى مختلفًا.
ليست كل امرأة أنثى بالمعنى العميق للكلمة، فهناك من تحمل الصفات الجسدية الأنثوية لكنها تفتقد إلى الرقة، والعاطفة، والقدرة على التفاعل الحسي العميق مع ذاتها والعالم من حولها. قد تكون قوية، عقلانية، متماسكة، لكنها لم تستثمر في أنوثتها كقوة ناعمة تحتوي ولا تسيطر، تتفهم ولا تتسلط، تبني ولا تهدم.
أما الأنثى، فهي امرأة بمعنى آخر، ليست مجرد كيان بشري أنثوي، بل هي حضور متكامل، مزيج من الجمال والرقي، الحنان والذكاء، القوة واللطف. هي التي تعرف كيف تجعل الحياة أكثر إشراقًا دون أن تفقد احترامها لنفسها أو تساوم على كيانها.
الأنوثة ليست في الملامح الجميلة فقط، بل في الأسلوب، في الكلمات المنتقاة بعناية، في الابتسامة التي تحمل دفء العالم، في الاهتمام الذي يشبه نسمات الربيع، في الكبرياء الذي لا يُكسر ولكنه لا يجرح. هي توازن بين العاطفة والعقل، بين القوة والضعف، بين الحنان والحزم.
لذلك، قد تكون كل أنثى امرأة، لأن الأنوثة جوهر أصيل في كيان المرأة، لكن ليس كل امرأة أنثى، فالبعض يختار أن يكون مجرد شكل بلا روح، جسد بلا نبض، ووجود بلا تأثير.
أ. شادية الغامدي
عضو جمعية إعلاميون
@shadiyah_gh