مرحباً بكم فى جمعية اعلاميون

جوّك “بيـض”!

البيض أو دعنا نقول: “الكنز المتاح”، والوجبة التي حققت المفهوم الشامل لمعنى الإشتراكية المجتمعية ؛ فغالبا ما نجد جميع طبقات المجتمع- يشتركون – في توفيره وحيازته كعنصر غذائي و أساسي في برنامجهم اليومي. الموْسرون منهم والمعسرون على السواء.
فلا تكاد تخلو منه موائد الزعماء والوجهاء والسادة . فإن لم يكن في مقدمة وجبات إفطارهم ، فمن المؤكد أنه سيحضر في طلائع أطباق الحلوى ؛ إذ أنه يمثل مكونا مهما داخل الكثير منها.
وفي عالم البسطاء لا مجال للاستغناء عن البيض كرافد غذائي غني ، و كمنتج محلي يسد فاقتهم ويسند حاجتهم .
هذا الكنز تجاوز كونه صنف غذائي وصحي إلى ماهو أبعد من ذلك ؛ إذ أنه بات يمثل لغة عالمية واحدة يجتمع العالم بجميع أطيافه ودياناته وأعراقه على تداولها.
لم يكن ذلك ليتحقق من باب المصادفة ، لولا أن لغة البيض تتمتع بالسهولة والبساطة الذي يتم فيها عملية – إحضاره وتحضيره –
وهناك مثل (هولندي) مشهور يعود للقرن الثامن عشر يحكي مثل هذا المعنى يقول :
‏”That’s a little egg” “كدات هو إيتجي”. ويرمز إلى سهولة الحصول عليه وبسعر زهيد.
لذلك تجده حاضرا في معظم تفاصيل حياتنا بتدرجاتها العمرية المختلفة ، ومن خلال احتياجاته وأغراضه المتعددة. يصنع البهجة بأجوائه وجودته، ويضفي الفرح “بقيمته”
– المليَّة والمالية- .
فما أجمل أن – ننْـتقِ ونرتقِ – حين نختار عباراتنا خاصة فيما يتعلق بالنعم التي تستوجب الشكر!
ولا نروّج لما من شأنه التقليل منها، كعبارة “جوَّك بيض” والتي انتشرت في أوساط الشباب؛ كتعبير عن الملل والضجر من طقوس ما”، أو شخصيات ما ، أو أيـّا كان.
فإن مثل هذا – التناول والتداول – لا يمثل استخدام العقلاء ، بل ما أبعده عن تقوى القلوب.

 

أ.بدر الروقي
B__adr0@
عضو جمعية إعلاميون

شارك المقالة
جميع الحقوق محفوظه جمعية اعلاميون © 2021
الأعلىtop