تحتفلُ بلادنا الغالية بذكرى اليوم الوطني الخامس والتّسعين لبلادنا المملكة العربية السعودية التي توحدت على يد المغفور له الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود الذي سطر أروع صفحات المجد بعزمه، وحزمه، وتضحياته، وإصراره حتى استطاع لم شمل هذا الوطن الذي كانت تتلاعب به النزاعات، وتتقاذفه المطامع حتى مجيء الملك البطل والذي مكنه الله من توحيد البلاد بعد أن كسب ثقة العباد.
وبعد أن أرسى قواعد الوطن رسم ملامح الحكم في هذه البلاد المباركة والمستمدة من كتاب الله، وسُنة رسوله عليه الصلاة والسلام، وهي ما سار عليه أبناؤه الملوك من بعده فتحولت هذه البلاد من بلاد لم يكن يرى فيها العالم سوى أنها بلاد الصحراء والجمل إلى بلاد ملأ التطوير أرجاءها ، وسار الركبان بأخبارها.
واليوم والوطن يحتفل بذكراه المجيدة، وتاريخه العريق في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان يحفظه الله يتطلع إلى مستقبل بهيج ، وغد مشرق، بطموح عميم، وأمل عظيم، ونحن إذ نتأمل تهنئة الملك المفدى لشعبه بهذه المناسبة نجد أنه يحفظه الله قد ذكر بأن الوطن آمن عزيز، والأمن مصدر الاطمئنان، والعزة مصدر القوة، وكلاهما يساهمان في دفع مسيرة التقدم، والبناء، والتطوير الذي تسعى إليه الحكومة من خلال رؤيتها المطروحة 2030 والتي لن تتحقق إلا بجهود المخلصين المحبين من أبناء الوطن الذين يعملون من أجل الإنماء، ويكدحون رغبة في الإعطاء.
وحب الوطن يتجلى بالمحافظة عليه، والتمسك بقيمنا، وأخلاقنا التي تثبت حقيقة مدى حبنا له، لا أن نأتي بتصرفات من شأنها الإزعاج، والإساءة للأشخاص والمجتمع، ولا أن نتخاذل في المحافظة على مقدرات الوطن ومرافقه، وأن نغرس هذا الشعور، وهذه المسؤولية فيمن حولنا ، ولا أن نرى في هذه المناسبة فرصة للانفلات الأخلاقي ، والتمشي بسلوكيات مشينة في وقت لا يزال فيه جنودنا الأبطال يسطرون مواقف الشرف ، والعز، والكرامة في الدفاع عن الوطن، ويقفون سدا منيعا في وجه من تسول له نفسه الاقتراب من حدود وطننا الغالي.
إن الأوطان لا تبنى إلا بسواعد أبنائها المخلصين الذين يعرفون المعنى الحقيقي للوطن، ويدركون أن من الواجب علينا حمايته ، وحماية عقول أبنائه من الأفكار الدخيلة الضالة، والالتفاف حول قيادتنا الرشيدة، وعلمائنا الأجلاء، وبيان خطأ من انحرف فكره ، أو شذ عمله حتى يعيش الجميع في أمن وسلام ، وينعمون بالاستقرار ، والتفكير في البناء؛ للانطلاق في سماء إثبات الذات، والسعي من أجل دعمه ، وتطويره.
وكل عام والوطن وقيادته وأهله بخير.

أ. سمر الصباح
‏@ssamarsab
عضو جمعية إعلاميون