بطبع الإنسان وفطرته وحاجته يتأثر ويؤثر ، يتأثر بكل ماحوله وإن كان التأثر بدرجات متفاوته يحكمها الإيمان التام بالمؤثر وفكره ومصداقيته و خلفيته العلمية والثقافية أو مكانته الاجتماعية وأثره ، و في الوقت ذاته هو ناقل للمعرفة مصدر للثقافة قادر على بناء الرأي وتصدير تصوراته و قناعاته والتي هي انعكاس لتجاربه وقيمه ومبادئه وخبراته ، ومع تطور وسائل الانتشار وأدوات التصدير الثقافي والمعرفي أصبح من المُمكن أن يشتهر ” المؤثر ” بعكس ما كان عليه قبل عقود حين كانت دائرة التأثير ضيقة للغاية ، وقد تتسع دائرة المُتأثرين والأتباع الذين يؤمنون بتأثيره وبالتالي قدرته على إحداث التغيير و هذه هي أقوى وأخطر أدوات التأثير الذي يحب التوقف عندها ، ومن الضرورة بمكان وسط هذه الإمكانات التقنية التي تنقل الفكر والمحتوى دون فلترة ، رفع الوعي لدى المجتمع من خلال تعريف المؤثر الحقيقي والتفريق بينه وبين الجماهيري الذي ارتفع بالأعداد المليونية للمتابعين لحساباته التواصلية بعد شهرته في الكوميديا أو اليوميات بإيجابياتها وسلبياتها وتجاوزاتها .
إن المؤثر الذي يستحق هذا الوصف هو ذاك الشخص الذي يمتلك القدرة الفائقة على الإقناع بهدف التوجيه الإيجابي وتعديل السلوك السلبي بلطف ورفق ولين دون صدام أو إقصاء أو تهويل ، و هو ذاك الشخص الذي يستطيع إثبات ما يقول ، ويمتلك لغة المرونة الاجتماعية التي تمكنه من مخاطبة كافة الفئات والنزول والصعود لجميع طبقات المجتمع بسلاسة ، فهو المُلهم الذي يُهدي الآخرين تجربة حياتية تُلهم الناس الأمل وتمنحهم فرصة النجاح على طريقة الإقتداء ، فيُضرب به المثل ، ويصبح جزء معنوي لايقل أهمية عن أي أداة من أدوات النجاح ،
المؤثرون حقًا هم الذين تقتنع بهم العقول ويُرى في سلوكهم الاستقامة التي لا تستفز معتدل أو متطرف ، وكأننا هنا نتحدث عن شخصية توافقية مُقنعة لتنال مكانة عالية في سلم العطاء والإيثار والتغيير الإيجابي ، ولعل في لقاء وملتقى صنّاع التأثير خير شاهد على العناية بالمحتوى المؤثر الملتقى الذي تقيمه وترعاه مشكورة وزارة الإعلام والمقرر إقامته سنويًا كما أشار معالي وزير الإعلام في كلمة الافتتاح للملتقى يوم أمس ليعد المنصة الأهم و الأضخم لصناعة المحتوى المؤثر والذي يمثل حاجة المجتمع السعودي الحيوي المعتدل الطامح للصدارة في كافة المجالات الزاخر بالعقول المبدعة المؤثرة المحفزة المُلهمة .

ضيف الله نافع الحربي
عضو جمعية إعلاميون
‏@daifallhnafa