مرحباً بكم فى جمعية اعلاميون

“حين تنكشف النيّات”

هناك أناس يحاولون امتلاكك: في العمل، في الصداقة، في أي علاقة. يريدون منك أن تكون طوع أمرهم تصادق من يريدون، تقاطع من يكرهون، وتنسق حياتك حسب مزاجهم. إذا خالفتهم تصبح فجأة أنت العدو؛ يحاسبونك على أدقّ التفاصيل وينقلبون عليك بلا سبب. قلوبهم سوداوية، تحمل حقدًا وغيرة لا تميّز بين مصلحة العمل والعلاقة الشخصية. علاقتك معهم تتعبك وتحرجك وتذلّك.

الشخص الذي لايتعرف عليك ولا يصادقك إلا لأن لديه غاية في نفسه، هذا الشخص بمجرد أن يصاب بخيبة أمل في التقرب منك، يبدأ يتصرف تجاهك وكأنه لايعرفك ، يتجاهلك تماماً ، فكيف تكون ردة فعلنا تجاهه؟

لا تعاتب، ولا تطلب تفسيرًا، بل انسحب بصمتٍ أنيق. لا تحاول إثبات قيمتك له، لأن من لم يشعر بها من تلقاء نفسه، لن يدركها ولو شرحتِ له ألف مرة. دع الأيام تُظهر الفرق بين من أحبك لذاتك، ومن اقترب لمصلحته.

ضعه تحت الاختبار، وسوف تكتشفه مع الوقت العاجل ،فلن يستطيع التصنع لفترة طويلة ،لاتلغي المسافة والحدود بينكما ، في تلك الفترة، لا تجعله يشعر بذلك.

وهناك من يظن أن ابتعاده بمثابة الضغط على الطرف الآخر، فيتخيل أنه إذا ابتعد.. سوف يركض وراءه. وهذا النوع من الناس، يعيش وهم السيطرة العاطفية، يظن أن العلاقات لعبة شدّ وجذب، وأن المسافات وسيلة لقياس المحبة.

فمن يتعامل معك لهدفٍ في نفسه، لا يرى قيمتك الحقيقية، بل فقط منفعته، ولذلك حين تنتهي مصلحته أو يفشل في الوصول إلى ما يريد، يختفي، كأنه لم يكن.

حين يبتعد من كان يراك غايةً لا إنسانًا، لا تحزن.. فالله يبعد عنك ما يثقلك، ليبقي حولك من يحبك لروحك، لا لمنفعةٍ عابرة.

وهناك مثل شعبي يقول:”من أحبك على شيء كرهك على فقدانه”. والمعنى؛ أن من أحبك على شيء، ربط قلبه بذاك الشيء. ومن أحبك لذاتك، ربط قلبه بروحك ،فبقي حتى بعد الغياب.

الحلّ: افصل حدودًا صارمة، احم وقتك وكرامتك، وابتعد قبل أن يستهلكوك؛ فالصحة النفسية أغلى من أي علاقة.

 

أ. هيا الدوسري
‏@HAldossri30
عضو جمعية إعلاميون

 

شارك المقالة
جميع الحقوق محفوظه جمعية اعلاميون © 2021
الأعلىtop