مرحباً بكم فى جمعية اعلاميون

حين يصبح الأمن عبادة

 

حادثةٌ عابرة بين رجل أمن ومعتمر في الحرم المكي كانت كافية لإثارة الجدل، لكنها — في جوهرها — تفتح نافذة لفهم أعمق لما يعيشه رجال الأمن من مسؤوليةٍ تفوق حدود الواجب الوظيفي.

ففي كل زاوية من الحرم يقف رجل أمنٍ يوازن بين الحزم والرحمة، يضبط الحشود من دون أن يُعكّر سكينة العابدين، ويحفظ النظام في مكانٍ يفيض بالمشاعر والقداسة. إنها مهمةٌ شاقة تتطلّب وعيًا وإنسانية وانضباطًا دائمًا أمام ملايين الزوار القادمين من ثقافات متعددة وسلوكيات مختلفة.

وفي المقابل، فإن التزام المعتمرين بأنظمة العمرة وتعليمات الحرم يمثل جانبًا لا يقل أهمية عن الجهد الأمني؛ فالنظام في هذا المكان ليس قيدًا بل حماية للجميع، والانضباط سلوك تعبّدي يعكس احترام قدسية المكان وتنظيم شعائره بروح الطاعة والالتزام.

إن ما لا يُرى خلف الصورة هو حجم الجهد والجهاد اليومي الذي يعيشه رجال الأمن؛ صبرٌ، ويقظة، واحتسابٌ في سبيل أن تؤدّى العبادة في أمانٍ وطمأنينة.

ورغم ما قد تُظهره الحوادث الفردية من سوء فهم، تبقى الحقيقة الأعمق أن أمن الحرم رسالةٌ تتجاوز التعليمات… إنها عبادةٌ تُصان بها الأرواح وتُحفظ بها قدسية المكان.
“من أحبّ مكانًا عظّم نظامه، ومن عظّم النظام حفظ قدسيته.”— أو كما يُقال: “حُسن النظام من تمام العبادة”.

 

أ. شادية الغامدي
@shadiyah_gh
عضو جمعية إعلاميون

شارك المقالة
جميع الحقوق محفوظه جمعية اعلاميون © 2021
الأعلىtop