حين وضع سيدي صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان – حفظه الله – رؤيته الطموحة للمملكة 2030، رسم طريقًا واضحًا يجعل الإنسان أولًا، ويضع خدمة المواطن في قلب التنمية، ويحوّل المناصب من امتيازات شخصية إلى مسؤوليات أخلاقية وإنسانية.
وفي ظل هذه الرؤية، لم يعد النجاح يقاس بعدد المشاريع أو حجم الميزانيات، بل بمدى قرب المسؤول من الناس، وقدرته على تحويل الأنظمة من حواجز معقدة إلى أدوات تيسير ورحمة.
كنت شاهدًا على أحد تلك المواقف التي تختصر فلسفة القيادة الإنسانية؛ حين دخل رجل مسن إلى مكتب وكيل أمين منطقة الرياض لقطاع البلديات، أرهقته الإجراءات وأضناه الانتظار، فما كان من المهندس خالد بن عبدالله الزيد إلا أن أمسك معاملته بيده وقال بكل هدوء وثقة:
“أنا من سيتولى أمرها.. وسأرفعها بنفسي إلى سمو الأمين، أو أجد لك طريقًا يحل مشكلتك.”
لم يكن ذلك موقفًا استثنائيًا ولا مشهدًا استعراضيًا، بل هو جزء من يوميات مسؤول يعيش تفاصيل الناس، لا تفاصيل المكاتب. مسؤول أدرك أن القيادة ليست توقيعًا على ورق، بل حضورٌ في الميدان وقربٌ من وجع الإنسان.
منذ توليه الإشراف على أكثر من 57 بلدية تغطي رقعة واسعة من منطقة الرياض، أعاد المهندس خالد الزيد نبض الميدان إلى العمل البلدي. لم تعد البلديات هياكل صامتة، بل منصات تفاعلية تحل مشكلات الناس حيث هم، وفي الوقت الذي يحتاجونها فيه.
شهدت المنطقة خلال فترة إشرافه حراكًا ملموسًا؛ أُزيلت آلاف التشوهات البصرية، ورُفعت مئات المركبات التالفة، وأُعيدت إنارة الطرق وصيانة الأرصفة، ومعالجة الحفر والمهابط، إلى جانب إطلاق فعاليات مجتمعية أعادت الحياة للأحياء والمدن، مثل مبادرة “كشتة 2025”، واحتفالات يوم التأسيس وعيد الفطر التي جمعت بين الفرح الوطني والتفاعل الاجتماعي في عشرات المواقع.
ومع كل هذه الإنجازات، بقي المواطن جوهر كل عمل؛ فتح قنوات تواصل يومية، تابع بنفسه البلاغات عبر المنصات الرقمية والميدانية، ووقف شخصيًا في مواقع العمل، يوجه ويحفز ويصحح، مؤمنًا أن القيادة الحقيقية تُصنع بين الناس لا خلف الأبواب المغلقة.
وهكذا، حين تُترجم رؤية المملكة 2030 إلى عمل يومي حي، تتحول الأنظمة من نصوص جامدة إلى أدوات تصنع الفارق في حياة الناس، وتتحول المناصب من مواقع تنفيذ إلى منصات إنسانية حقيقية.
تجربة المهندس خالد الزيد ليست مجرد قصة نجاح إداري، بل درس عملي في أن القيادة الحقيقية لا تُقاس بالمناصب، بل بحجم القلوب التي تصل إليها. إنها دعوة لكل مسؤول ليعيد اكتشاف دوره، وليتذكر أن جوهر القيادة هو الإنسان، قبل كل شيء وبعد كل شيء.
أ. سعيد الأحمري
@Historian2080
عضو جمعية إعلاميون