مرحباً بكم فى جمعية اعلاميون

خدمة الحجيج.. بـ “كرامة الملوك” و”تواضع الخدم”

 

من بطحاء مكة التي تعانق الجبال الشامخة، تتجلى ملحمة سنوية قلّ نظيرها، حشودٌ هائلة تهفو قلوبها شوقًا إلى البيت العتيق، تأتي من كل فجٍّ عميق، تلبّي نداء إبراهيم عليه السلام، وتُحيي شعيرةً هي الركن الخامس من أركان الإسلام.
ليست إدارة الحشود في موسم الحج مجرّد عمل إداري أو تحدٍّ لوجستي، بل هي فنّ نبيل ومهمة إنسانية عظيمة، تقتضي الحسّ العميق والدقّة المتناهية، والرؤية البعيدة.
ملايين الحجيج في مساحة محدودة، ولأيام معدودات، يؤدّون شعائرهم في تزامنٍ عجيب، لا يُعكّر صفوه إلا من تخلف عن التدبير أو جهل بروح الجماعة.
ولم يكن ذلك ليكون، لولا رؤية قيادية واعية، جسّدها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان، حيث وُضعت راحة الحاجّ وسلامته فوق كل اعتبار، وصارت خدمة ضيوف الرحمن شرفًا لا ينافسه شرف.
إن إدارة الحشود في الحج، كما قدّمتها المملكة العربية السعودية، لا يمكن أن تُقرأ إلا بوصفها أنموذجًا عالميًّا فريدًا، حيث تلتقي التقنية بالرحمة، والنظام بالحفاوة، والعقل بالحبّ. وما كان لذلك كله أن يتحقق لولا قلوب مؤمنة، وعقول مستنيرة، وأيدٍ لا تعرف الكلل.
وفي كل عام، تكتب المملكة فصلاً جديدًا في السيادة، وتعلّم العالم دروسًا في فن التنظيم.. وتحمل راية خدمة الحجيج بكرامة الملوك وتواضع الخدم.. فهنيئًا لنا هذا الشرف، وهنيئًا للعالم بهذا النموذج، الذي لن يُنسى.

 

أ. مها الثبيتي
‏@maha_thobaiti
عضو جمعية إعلاميون

شارك المقالة
جميع الحقوق محفوظه جمعية اعلاميون © 2021
الأعلىtop