مرحباً بكم فى جمعية اعلاميون

رحلة المملكة نحو المستقبل

29/04/2025

حين أعلن سمو سيدي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان – حفظه الله – عن رؤية المملكة 2030، فلم تكن الرؤية وعدًا مؤجّلًا، بل كانت خارطة طريق لمستقبل يعاد فيه تشكيل ملامح الوطن، ويُعاد فيه تعريف الممكن، وتُعاد فيه صياغة الطموح على مقاس الحلم السعودي الكبير.

تسع سنوات مضت، وكأنها ومضة زمنية تشهد على تحولات تاريخية، لم تترك ميدانًا إلا وامتدت إليه يد التطوير والبناء. من الاقتصاد إلى البيئة، ومن الترفيه إلى التمكين، ومن المشروعات العملاقة إلى روح المواطن العادي، حيث أصبح السعودي يرى أثر الرؤية في تفاصيل حياته اليومية، في مدينته، في عمله، في أحلام أطفاله.

في الاقتصاد، أصبحت المملكة وجهة الاستثمار، ومصدرًا للتنوع المالي، حيث لم تعد الموارد محصورة في البترول، بل برزت السياحة، والطاقة المتجددة، والابتكار، والصناعات العسكرية، والتقنية. وسوق “نيوم” لم يعد حلمًا في عرض البحر، بل حقيقة تنمو كل صباح.

في الثقافة والهوية، استعادت المملكة سردها الحضاري بكل فخر، وانفتحت على العالم دون أن تنسلخ عن جذورها. نشهد اليوم مواسم السعودية، وفعالياتها، ومعارضها، كأنها تحتفل بذاتها وتقول للعالم: نحن نعرف من نحن، ونعرف إلى أين نذهب.

وفي تمكين المرأة والشباب، لم يعد الحديث عنهم ترفًا إعلاميًا، بل واقعًا معاشًا. تتولى المرأة مناصب قيادية، وتخوض الشابّة كل مضمار، ويقف الشاب على منصات الإدارة والإبداع، وكلهم جنودٌ لهذا الوطن، يعملون، ويبتكرون، ويحملون همّ الغد كما لو كانوا ورثة الحلم.

المدن الذكية، البنية التحتية، الرقمنة، الإصلاح الإداري، تحسين جودة الحياة، مكافحة الفساد، تعزيز الشفافية… كل هذه كانت عناوين في بداية الطريق، واليوم صارت واقعًا يتنفس، وإرثًا سيُحكى عنه طويلًا.

لقد صاغ سمو الأمير محمد بن سلمان هذه الرؤية بوعي القائد، وإرادة المصلح، وطموح الشاب الذي رأى بلاده لا تستحق إلا أن تكون في طليعة الأمم، لا في ذيل الطوابير. وكما قال: “طموحنا عنان السماء”. وها هو الوطن يصعد بثقة نحو تلك القمم.

ولأن الرؤية ليست مجرد وثيقة، بل هي قصة وطن تُكتب بسواعد أبنائه وبناته، فإن ما تحقق خلال تسعة أعوام هو مجرد فصل أول من ملحمة سيتحدث عنها التاريخ طويلًا

 

 

أ. محمد العتيّق
‏@aloteeq
عضو جمعية إعلاميون

شارك المقالة
جميع الحقوق محفوظه جمعية اعلاميون © 2021
الأعلىtop