في إحدى رحلاتي البرية تعرفت على إحدى الأخوات العراقيات القادمات لآداء العمرة، وتحدثنا طويلاً أثناء رحلتنا التي استغرقت عدة ساعات.
الاخت العراقية عبرت لي عن شعورها بالراحة وعدم القلق بسبب الأمان الذي كان أكثر ما شعرت به، وذلك على النقيض في بلدها العراق.
وقالت لي بكل وضوح: “رغم اتساع بلدكم وصحاريها المترامية مقارنة ببلدي العراق، إلا أن الحياة سهلة وميسرة، فكل شيء موجود ومتوفر على طول الطريق، ولا أخاف على المال الذي بحوزتي”.
وتقول على عكس ذلك تماماً، كنت أخاف في بلدي، فلدينا لصوص وقطاع طرق ينهبون ويسلبون، بل إن المسؤولين يقاسمون المواطنين “رزقتهم عنوة” – على حد قولها.
ثم تنفست الصعداء.. (تنهدت وأطلقت زفرة بحسرة) وسكتت قليلاً، ثم تابعت حديثها وهي تقول: “أتمنى بأن نتحرر من هذا الضغط المسلط علينا والظلم والقيود.. إني اغبطكم على ما أنتم فيه من نعمة الأمن والرخاء والحرية.
فقلت لها؛ وهل تأتين كل عام للعمرة قالت؛ هل تعلمين أنني آتي ليس لأجل العمرة.. فدُهشت من جوابها وسألتها؛ فمن أجل ماذا إذن؟! قالت؛ إنني آتي لكي أستطيع زيارة بعض أقاربي هنا ليساعدوني مادياً، فكما قلت أننا نعيش حالة من العوز والفاقة ولدي أبناء عاطلين عن العمل، ورغم أن بلدنا غنية أصلاً و فيها أثرياء في قمة الثراء لكنهم لا يمكن أن يمدوا يد المساعدة للمحتاجين أو حتى المساهمة في عمل ٍخيري كما يفعل أهل الخير عندكم.
وأردفت بقولها؛ هنيئاً لكم هذا الترابط والوحدة فأنتم على قلبٍ واحد.
أ. هيا الدوسري
@HAldossri30
عضو جمعية إعلاميون