مرحباً بكم فى جمعية اعلاميون

ردّ المتابعة

 

ردّ المتابعة، رغم أنه ضغطة زرّ بسيطة، إلا أنه يحمل معنى كبيرًا وإحساسًا بالقيمة. حين تردّ المتابعة لمن تابعك، فهذا يعني احترامًا منك وتقديرًا له.

أُشبِّه ردّ المتابعة بفتح الباب للضيف،
وعدم ردّها كأنك تغلق الباب في وجهه. لكن بالتأكيد، لا يمكن أن نفتح الباب لكلّ من هبّ ودبّ؛ فقد يطرق الباب شخص تافه، أو فاسد، أو غريب لا نرتاح له — وهنا فقط يكون التحفّظ مبرَّرًا.

أمّا إن كان من طرق الباب مألوفًا، معروفًا بخلقه، أو حتى شخصًا بسيطًا رأى فيك القدوة، أو أراد أن يحظى باهتمامك ودعمك لغرضٍ نبيل، فلا يليق أن نرده خائبًا. فهذا ليس من الذوق والأدب، ويعطي الآخرين انطباعًا سيئًا عنك، بأنك شخص “متعالي” بالمعنى العام، أي “شايف حالك”. وقد يفسره البعض أيضًا بأنك شخص غير “منفتح”، خاصة إذا كان المتابع سيدة، وهذا يجعل ردّ المتابعة أكثر أهمية ولباقة في التعامل الاجتماعي.

وعمومًا، عندما يتابعنا أحد، من الطبيعي ألا نردّ المتابعة مباشرة دون أن نطّلع على حسابه أولًا. نريد أن نعرف من خلال ما ينشره شيئًا عن شخصيّته. فردّ المتابعة مغمض العينين لا يليق، تمامًا كما كنّا قديمًا ننظر من العين السحرية قبل أن نفتح الباب، أما اليوم فأصبحت الكاميرا هي تلك العين التي تطمئننا قبل الترحيب بالطارق.

ولهذا أقول لبعض الأشخاص الذين لديهم تحفّظ زائد في ردّ المتابعة: ما مبدؤكم الذي تفكرون به؟ وما الذي يدعوكم لهذا التحفّظ مع بعض زملائكم الذين تعرفونهم منذ سنوات؟ من حقكم عدم فتح الباب ومن حق الناس أيضاً أن يصفوكم بالبخل.

وأجد بعض الزميلات مثلًا لديهنّ تحفظ شديد في هذا الجانب، ولا أدري ما السبب. هل هو عدم رغبة في الاقتراب أكثر؟ أم خوف من التورّط الاجتماعي؟

بالنهاية، هذا رأيي فيما يخص ردّ المتابعة: إذا كان من تابعك يستحق، فـردّ المتابعة من الذوق والاحترام.
أما تجاهله، فهو كأنك تضع له حدًّا لا تريد أن يتجاوزه.

 

أ. هيا الدوسري
‏@HAldossri30
عضو جمعية إعلاميون

شارك المقالة
جميع الحقوق محفوظه جمعية اعلاميون © 2021
الأعلىtop