لا يختلف اثنان على الأسطورة الكروية رونالدو وتأثيره الطاغي في وسائل التواصل الإجتماعي وبلا شك فإن أي حدث يمر به سيكون حديث العالم ولذا لا يستغرب ردود الفعل الإعلامية الكبيرة التي حدثت بعد طرده في مباراة أيرلندا والحديث عن ذلك الطرد أخذ منحى غريباً داخل وطني بإختلاف الميول!
الجماهير والمؤثرين وبعض أعلام الهلاليين تراوحت ردود فعلهم بين الطقطقة و التهكم وفكرة أن رونالدو خارجياً لا يتمتع بنفس الحصانة (التحكيمية) الموجودة لدينا وبالنظر أن اللاعب هو في نادي منافس فإن بعض التعليقات تكون (شاطحة) ولكن في النهاية هو طرد اثناء لعبه لمنتخب بلاده وذلك الطرد لا يعني الهلاليين في شيء!
في الناحية الأخرى كان الدفاع النصراوي عنه مستميتاً بصفته لاعب فريقهم والبعض ركز على ان الطرد سبقه شد ودفع لرونالدو وكان من الممكن أن يحصل على ركلة جزاء ولا اجد في ذلك الدفاع اي مشكلة ولكن البعض ذهب إلى ان مجرد التعليق السلبي على طرد رونالدو يعتبر ضد مشروع الوطن وما إلى ذلك ومرة آخرى فاللاعب طرد وهو يلعب مع منتخب بلاده وذلك الطرد لا يعني النصراويين في شيء!
لا ينكر أحداً أن رونالدو يعتبر اللبنة الأولى للمشروع الكروي للوطن ولا يمكن لأحد أن يتجاوز عن كلامه الأيجابي دائماً عن المملكة ولكن داخل الملعب هو لاعب كرة قدم فقط مما يعني أنه سيسجل وسيضيع ويعصب ويحتفل ويرتكب اخطاء وممكن ان يطرد مثله مثل أي لاعب وسيتعرض للنقد والإنتقاد في حال بدرت منه اي تصرفات غير محببة أما محاولة تصويره بأنه (لا يمس) فذلك غير مقبولاً لا بالمنطق ولا بالعقل!
الشخص الوحيد المتضرر من ذلك الطرد هو رونالدو نفسه فبعد غيابه عن مباراة ارمينيا المؤهلة لكأس العالم والتي حقق فيها المنتخب البرتغالي فوزاً ساحقاً فإن رونالدو سيغيب لا محالة عن اول مباراة أو مباراتين في دور المجموعات وربما لاتسنح له الفرصة للمشاركة الفعلية في المباراة الأخيرة وإذا لم تتمكن البرتغال من التأهل للأدوار المتقدمة تكون الفرصة الأخيرة لتحقيق ذلك الحلم لرونالدو قد تلاشى بدون أي مساهمة منه وبرغم الخبرات المتراكمة له الإ أن احترافيته خانته في لقطة الطرد فبدل من أن يستفيد من حالة الشد والدفع مع المدافع كانت ردة فعله غير مقبوله ونجم عنها طرداً صحيحاً بلا جدال!
التأهل لكأس العالم حلم لكل لاعب ولكل دولة وبالنسبة لمحبي كرة القدم من كل انحاء العالم فإن تواجد الفرق الكبيرة أوروبياً ولاتينياً مهماً لضمان مشاهدة مباريات كبيرة وكأس عالم مثير ولا اعتقد ان هناك من لا يتمنى مشاهدة البرتغال في كأس العالم ولايوجد هلالياً كان يتمنى ذلك نكاية برونالدو فذلك لا يعنيهم بل همهم رونالدو لاعب الفريق المنافس فقط فهم يرغبون في التغلب عليه مع ناديهم في جميع المنافسات المحلية وهذا حق لهم!
في النهاية طرد رونالدو مع منتخب بلاده لن يفيد الهلال ولن يضر النصر وإن كانت التعليقات الجماهيرية (مبلوعة)ولكن كل التعليقات الإيجابية والسلبية من اعلام الفريقين لا معنى ولا طعم لها فالخاسر الأوحد هو (رونالدو) فقط!
د.خليفة الملحم
@DrKAlmulhim
عضو جمعية إعلاميون