مرحباً بكم فى جمعية اعلاميون

سوريا الشقيقة والدعم السعودي اللامحدود

لم تغب المملكة العربية السعودية عن المشهد السوري منذ اندلاع الأحداث الأولى، مرورًا برفض العنف والحرق بالنار، والاصطفاف مع الشعب مؤازرةً ونصرةً، والوقوف في وجه الظلم والقتل والتهجير والتدخلات الخارجية، إلى فتح الحدود واستقبال اللاجئين، والترحيب بهم كإخوة أشقاء، يحظون بالعناية والرعاية، إضافة إلى أنها كانت الصوت الصادح لهم؛ دفاعًا ومناصرةً في المجالس والمحافل الدولية، كي ينالوا حقوقهم المشروعة في الأمن والأمان على أراضيهم، ورفض أي تغيير ديموغرافي يُراد به إخراج سوريا من محيطها العربي؛ وفقًا لأيديولوجيات خارجية صنعت حالة من الفوضى العارمة، التي استهدفت السوريين؛ إنسانًا وأرضًا، إلى أن جاءت لحظة النصر والتحرر من سلطة العصابات والإجرام، لتعلو كلمة التوحيد والتوحد تحت راية واحدة وقائد واحد، ويأتي التأييد السعودي لإرادة الشعب واختياراته، بل الوقوف إلى صفهم دعمًا ومؤازرةً لإخراجهم من حالة العزلة، وذلك برفع الحظر الكامل المفروض عليهم، وبالتالي الحصول على الثقة وبناء جسور التواصل والعلاقات الدولية، وفتح السفارات، والأخذ بيدهم نحو حالة التعافي الكامل، لتعود عربيةً عربيةً موحدةً ذات سيادة وإرادة مستقلة.

وها هي العطايا تتوالى من لدن حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز – حفظه الله – كواجب تفرضه رابطة الدين والأخوة والأصالة، وذلك للنهوض بسوريا؛ الدولة والشعب، في إطار العمل المشترك من أجل نهضة تنموية مستدامة تحقق الاكتفاء والنماء المستمر الذي يحقق الرفاه للسوريين كافة.

لذا جاء التوجيه الكريم من لدن سمو ولي العهد بعقد منتدى استثمار سعودي – سوري، بمشاركة واسعة من القطاعين العام والخاص، بهدف تعزيز التنمية المستدامة، لخدمة مصالح الشعبين الشقيقين.

وقد توجه على إثر ذلك وفد سعودي استثماري إلى دمشق، يضم أكثر من 150 مشاركًا من القطاعين الحكومي والخاص، ورجال الأعمال من مختلف القطاعات الاقتصادية، في إطار تعزيز التعاون الاستثماري، وبحث أوجه التعاون والشراكة بين البلدين، مما يعكس عمق العلاقات، والحرص الدائم من لدن خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد – حفظهما الله – على مد جسور التعاون والدعم للدول العربية والإسلامية، انطلاقًا من دور المملكة المحوري، وموقعها الحيوي، ومكانتها الدينية والسياسية، وثقلها الاقتصادي بين دول مجموعة العشرين (G20)، التي جعلت منها دولةً عظمى ذات قرارات مصيرية على المستويين الإقليمي والدولي.

ولِما تعرضت له سوريا من نزف ودمار، جعلها تعود إلى نقطة الصفر، في ظل ما كانت عليه من تصارعات ومطامع، جعلتها أشلاءً ممزقةً وأثرًا بعد عين، لتعود مجددًا؛ كحال يونس عليه السلام، إذ خرج من بطن الحوت دميةً تلتحفها شجرة يقطين، حتى اشتدّ عوده وقويت شوكته، كأفضل مما كان، بفضل الرعاية الإلهية التي تكررت، لكن ليس على المستوى الفردي، بل على مستوى أمةٍ من الناس، لتخرجهم من فوهة النيران، ومقصلة القتل، ومظانّ الشرك والإشراك، إلى برّ النجاة، وبلد الأمان، وشأم الإيمان، ومعقل الوئام، ومحضن الخير والإسلام.

وليكتب التاريخ أن المملكة العربية السعودية سجلت مواقف مشرفة لا تُنسى، تُخلّد بحروف من نور، من أجل أن تعود سوريا وأهلها إلى الحضن العربي؛ أبيّةً شامخة، بعد أن اختُطِفت ردحًا من الزمن خارج الإطار الأمني، لتنعم مجددًا بالاستقرار والنماء والازدهار.

 

أ. فلاح الزهراني
‏@alzahrani_falah
عضو جمعية إعلاميون

شارك المقالة
جميع الحقوق محفوظه جمعية اعلاميون © 2021
الأعلىtop