20/02/2025
في عالم الكلمات، يتجاوز القلم حدود المكان والزمان، لينطلق في رحلة لا نهاية لها، محلقًا بين أروقة الفكر ومرافئ الإبداع. إنه السائح الدائم الذي لا يحتاج إلى تأشيرة عبور أو حقيبة سفر، بل يكفيه الحبر والورق لينسج عوالم جديدة ويستكشف آفاقًا لا تُحصى.
القلم.. جواز سفر بلا حدود
كما تحملنا الطائرات إلى بقاع الأرض المختلفة، يحملنا القلم إلى عوالم لا تراها العين، لكنه يجعلها حية في مخيلتنا. يكتب عن أماكن لم تطأها أقدامنا، ويصف مشاهد لم نشهدها، فيجعلنا نشعر وكأننا نعيشها بأنفسنا. إنه أداة السفر الذهني التي تنقل القارئ بين الأزمنة والثقافات، دون أن يبرح مكانه.
رحلة بين صفحات التاريخ
عندما يكتب القلم عن الماضي، يصبح مؤرخًا يسرد الأحداث، وينقل تفاصيل الحضارات التي اندثرت، ويروي حكايات الأبطال الذين غيروا مجرى التاريخ. من بين سطوره، نعيش في أروقة قصور الأندلس، ونسمع ضجيج الأسواق القديمة، ونشهد انتصارات الحروب ومآسيها.
جولات في عالم الخيال
ليس القلم أسير الواقع فقط، بل هو سفينة الإبحار في بحار الخيال. من خلاله، نكتشف عوالم السحر والأساطير، ونلتقي بمخلوقات عجيبة، ونسافر إلى مدن لم توجد إلا في أحلام الكتّاب. إنه وسيلة الهروب من رتابة الحياة، ونافذة تطل على عوالم لا متناهية من الإبداع.
السياحة الفكرية والثقافية
لا تقتصر سياحة القلم على الأماكن والأحداث، بل تمتد إلى الأفكار والفلسفات. فهو يدخل بنا إلى عقول الفلاسفة والمفكرين، ويجعلنا نخوض نقاشات فكرية، ونستكشف نظريات غيرت وجه العالم. إنه دليلنا في رحلة الفهم والتأمل، يقودنا نحو المعرفة ويجعلنا نرى الأمور من زوايا مختلفة.
ختام الرحلة
في النهاية، تبقى سياحة القلم هي الأمتع والأكثر غنى، فهي تتيح لنا زيارة أماكن لا نصلها بأقدامنا، والتجول بين الأفكار دون قيود. إنه الرفيق الأمثل لمن يبحث عن المغامرة والمعرفة في آنٍ واحد. فكلما أمسكنا بالقلم، انطلقت رحلة جديدة لا نعرف إلى أين ستأخذنا، لكنها حتمًا ستكون مليئة بالاكتشاف والإلهام.
أ. شادية الغامدي
عضو جمعية إعلاميون
@shadiyah_gh