مرحباً بكم فى جمعية اعلاميون

شهرة زائفة.. في زمن التهريج!!

من المؤسف أن يُستقبل بعض المشاهير والمشهورات استقبال الملوك، ويُجلَسون في صدر المجالس بكل حفاوة وتكريم، لا لعلمٍ نفعوا به، ولا لخلقٍ عُرفوا به، بل لمجرد شهرة خاوية صنعتها الصدفة أو الجدل أو التفاهة. بينما يُهمَّش أهل العلم والأدب والفضل، وكأن الموازين انقلبت.

لا أدري على أي أساس يحب الناس بعض مشاهير اليوم؟

أن تكون مشهورًا، فهذا أمر لا بأس به، بل قد يكون في ذاته نعمة إذا ارتبط بعمل يستحق الاحترام والتقدير. ولكن، قبل أن تسعى نحو الأضواء، هل فكّرت في نوع العمل الذي سيجعلك نجمًا مرموقًا لدى العقلاء من الناس؟ عملٌ يليق بك، يعكس مكانتك، ويرفع من قدرك بدل أن يسقطك؟

أستغرب من زمنٍ صار فيه المهرّجون رموزًا يتصدرون المشهد، رغم أنهم لا يملكون أي سيرة تُحترم أو إنجاز يُذكر. ولو بحثنا في تاريخهم، لما وجدنا ما يستحق التقدير.

على العكس، عندما نتأمل في تاريخ البشر، نجد أسماء خالدة رغم تقادم العصور، لأنهم قدموا أعمالًا عظيمة خدمت الإنسانية، وتركت أثرًا لا يُمحى. وصلوا إلينا رغم بعد الزمان، لأن ما صنعوه كان أعظم من أن يُنسى: أبطال، فاتحون، شعراء، علماء، أدباء، مخترعون، ورجال عُرفوا بالشهامة والمروءة والكرم.

فأين أولئك من مشاهير اليوم؟ ماذا قدم هؤلاء الراقصون والمهرجون سوى الضحك والتسلية المؤقتة؟ هل هذا يكفي ليكون الإنسان محبوبًا حد الإدمان؟

أعتقد أن كل فئة تبحث عن شاكلتها، “فالطيور على أشكالها تقع”.

ولو اقترب الناس من حياة بعض هؤلاء “المشاهير” لربما كرهوا سيرتهم، فهم يُظهرون عكس ما يُبطنون، وقد يكون الواحد منهم بخيلًا، جافًا، فاقدًا لأدنى قيم المروءة والإنسانية التي يدّعيها أمام جمهوره.

لذلك، أتمنى من الناس أن يكونوا أكثر وعيًا وواقعية، وألّا يرفعوا من لا يستحق، وألّا يمنحوا الشهرة إلا لمن تستحق أعماله أن تُذكر وتُشكر.

 

أ. هيا الدوسري
‏@HAldossri30
عضو جمعية إعلاميون

شارك المقالة
جميع الحقوق محفوظه جمعية اعلاميون © 2021
الأعلىtop