في زمنٍ صارت فيه الشهرة سلعة تُباع وتُشترى، يُدفع أحيانًا بأشخاص لا يملكون أدواتها ولا رسالتها إلى الواجهة. إنسان لا يسمع ولا ينطق، حوّلوه إلى “مشهور” بعد أن استغلوا اختلافه وضعفه وتعاطف الناس معه. فجأة صار له متابعون كثر، لكن ماذا سيستفيدون منه؟ لا رسالة، لا فكر، لا محتوى… سوى بعض الضحك والترفيه العابر.
الحقيقة أن المستفيد الوحيد هم أولئك الذين دفعوا به إلى الساحة؛ فهم من يجني المال على حساب إنسانيته. لقد جعلوا من إعاقته وسيلة للكسب، ومن تعاطف الجمهور رأس مال، بلا أي اعتبار لكرامته أو لقيمة الشهرة التي تحولت إلى مجرد أداة استغلال.
إن الشهرة الحقيقية لا تُبنى على الشفقة، ولا على الضعف، بل على رسالة صادقة تلامس الناس وتترك أثرًا.
و في القرارات الأخيرة الصادرة عن هيئة تنظيم الإعلام، لم يتم التطرق بشكل مباشر إلى فئة ذوي الاحتياجات الخاصة ضمن اللائحة. وبرأيي، فإن هذه الفئة يجب أن تُدرج في ذات الإطار الذي شمل الأطفال والعمالة، نظرًا لما قد يتعرضون له من تنمر أو سخرية أو حتى نظرات شفقة، وهو ما يُثقل مشاعرهم ويضعف ثقتهم بأنفسهم. إن تجنيبهم مثل هذه المواقف يُعد حفاظًا على كرامتهم ودعمًا لاندماجهم الإيجابي في المجتمع، لا العكس.
أ. هيا الدوسري
@HAldossri30
عضو جمعية إعلاميون