حين يجلس الإنسان في أحد المجالس ممثلًا لأسرته ووالده، حاملاً اسم عائلته وقبيلته، فإنه يدرك أن كل كلمةٍ أو تصرفٍ يصدر منه إنما يعكس سمعته وسمعة بيته وأصله.
هذه الصورة الاجتماعية المتوارثة بين أبناء الأسر والقبائل في الجزيرة العربية ليست شكلاً من أشكال المظاهر، بل هي قيمة أصيلة تعكس التربية والاحترام والمروءة التي نشأ عليها المجتمع السعودي.
في تلك المجالس، يحرص الإنسان على انتقاء كلماته وجلسته، لأن الناس ترى فيه امتدادًا لبيتٍ كريم وتاريخٍ مشرف.
ومن يرفع رأسه بحسن فعله، يرفع معه رأس أسرته ووالده، فحسن التصرف هو ما يمنح الإنسان مكانته، ويجعله موضع تقدير في أعين الآخرين.
وحين يغادر الإنسان حدود وطنه إلى الخارج، تتسع دائرة التمثيل، فلا يكون ممثلًا لأسرته فقط، بل لوطنٍ بأكمله.
فالمواطن السعودي في الخارج هو مرآة وطنه، وصورته أمام العالم، وسلوكه في التعامل، وخلقه في المواقف، وانضباطه في العمل، كلها تُسهم في تكوين الانطباع عن بلاده.
لقد أصبح الجواز السعودي اليوم من أكثر الجوازات احترامًا وتقديرًا على مستوى العالم، بفضل ما تبذله الدولة من جهود لحماية مواطنيها وتسهيل أمورهم في كل مكان.
وهذا الاحترام لم يأتِ من فراغ، بل من مواقف قيادتنا الرشيدة التي جعلت المواطن أول أولوياتها، فوفرت له الحماية والرعاية والعناية أينما كان.
ومن يتأمل مواقف السفارات السعودية في الخارج، يدرك مدى الحرص الكبير الذي توليه الدولة لأبنائها.
ففي أوقات الأزمات أو النزاعات أو الكوارث، تكون السفارة السعودية أول من يتحرك، تسعى إلى إخراج المواطن من دائرة الخطر، وتأمين سلامته حتى عودته إلى وطنه آمنًا مطمئنًا.
وهذا ما جعل المواطن السعودي محط احترام العالم، لأنه ينتمي إلى دولةٍ لا تتخلى عن أبنائها.
بل إن عناية المملكة لا تقتصر على مواطنيها فقط، بل تمتد إلى غيرهم من الأشقاء من الدول العربية والإسلامية الذين يجدون في السفارة السعودية ملاذًا كريمًا وعدلًا منصفًا، وهذا نهج متجذر في قيم الدين والإنسانية التي تأسست عليها الدولة السعودية منذ عهدها الأول.
ومن هنا، فإن مسؤولية كل سعودي في الخارج أن يكون خير سفيرٍ لوطنه، يلتزم بأخلاقه وقيمه، ويعكس الصورة الحقيقية عن المملكة وشعبها.
فهو في كل مكان مرآةٌ لوطنه، وصوتٌ لثقافته، وصورةٌ لقيادته.
وكما يمثل الإنسان أسرته في المجالس، يمثل وطنه أمام الأمم.والوطن الذي يحمي أبناءه ويصون كرامتهم، يستحق منهم أن يحافظوا على صورته نقيّة في كل أرض.
وكل سعودي يلتزم بخلقه وقيمه، إنما يرفع رأس وطنه كما يرفع رأس أسرته.
فهيبة المواطن من هيبة وطنه، واسم المملكة العربية السعودية في كل محفلٍ هو مسؤولية يحملها كل سعودي بفخرٍ واعتزاز.
أ. محمد العتيق
@aloteeq
عضو جمعية إعلاميون