مرحباً بكم فى جمعية اعلاميون

عقل يقود.. وعقل حبيس

19/03/2025

“حين عطّلنا أعمال الفكر، حلّ الاستذكار على نحو كلي محلّ التفكير.”، استوقفتني هذه العبارة أثناء قرائتي لأحد الكتب؛ تأملتُ هذه الكلمات طويلًا، فوجدتُ أنها تعكس واقعًا أصبح مألوفًا في مجتمعاتنا، حيث يتم التعامل مع المعرفة على أنها مجموعة من المعلومات المخزنة، لا بوابةً للتأمل والتساؤل والإبداع.

إن الاعتماد المفرط على الذاكرة دون اجهاد العقل يقود إلى جمود فكري، حيث يكتفي الفرد بترديد ما تعلّمه أو ما يسمعه دون أن يسأل عن صحته أو عن أبعاده المختلفة. فالمعرفة الحقيقية لا تتجلى في كمية المعلومات التي نحفظها، بل في قدرتنا على تحليلها، ربطها، وإنتاج أفكار جديدة منها.
فحين يتوقف الإنسان عن التفكير، يفقد قدرته على رؤية الاحتمالات المختلفة، وعلى فهم ذاته والعالم من حوله. فالتفكير ليس مجرد وسيلة لفهم الواقع، بل هو القوة التي تدفعنا لاكتشاف آفاق جديدة، وتطوير إمكانياتنا، والتجدد باستمرار.
لذلك، علينا أن نسأل أنفسنا دائمًا: هل نعيش بعقولٍ نشطة تبحث عن المعنى، أم أننا نكتفي باسترجاع ما قيل لنا دون أن نجرؤ على التساؤل؟ الفرق بين الحالتين هو الفارق بين عقلٍ يقود صاحبه إلى التطور، وعقلٍ يظل حبيس التكرار.

 

 

أ.شادية الغامدي
عضو جمعية إعلاميون
@shadiyah_gh

شارك المقالة
جميع الحقوق محفوظه جمعية اعلاميون © 2021
الأعلىtop